الكلمة التى القاها المهندس/اسامة البحر امام جمهور الحاضرين بمقر مركز الجيزويت الثقافى بالفجالة- مساء الاربعاء 26/10/2011 فى الحفل الذى اقيم تكريما لروح شهيد الثورة الشاب /مينا دانيال بماسبيرو فى 9/10/2011 رحمة الله وتكريما لارواح كل شهداء الوطن.....

Monday 10 March 2008

كلمة د.علاء الأسواني

بالرغم من أنني كاتب إلا أنني فعلا لا أجد تعبيرا مناسبا أكتبه على استشهاد منى ونهر و ندى
ربما لأننا عندما نكون قريبين جدا قد لا نستطيع التعبير عن مشاعرنا .. نحتاج الى مسافة هي بالتأكيد ليست موجودة في حالتي . لأنني صديق مقرب من الأستاذ أسامة البحر . صاحب المصاب . وقد عايشت ما حدث لحظة بلحظة . أريد فقط ان أؤكد أن ما حدث ليس مصيبة فرد وانما مصيبة وطن بأكمله اصبح يعيش بالصدفة ويموت أيضا بالصدفة . ماحدث للشهداء هو ما حدث لضحايا العبارة وقطارات الصعيد المحترقة وضحايا سرطان والي ... هل نحتاج الآن الى دليل على أن النظام الذي يحكم هذا البلد قد نهب وفسد وأفسد وكنز الثروات الحرام وترك المصريين في العراء يواجهون الموت لألف سبب محتمل كلها من جراء الطغمة الاجرامية التى تحكم مصر .. دعواتي بالرحمة للشهداء وبالعزاء لأخي وصديقي أسامة البحر . ولعل الصبح بقريب حتى تتخلص بلادنا من هذا الكابوس الجاثم على أنفاسنا جميعا .
د.علاء الأسواني

كلمة د.أحمد الخميسي..ثلاث زهور

هل حدث لك أنك رحت تتذكر شخصا لم تلتق به أبدا ؟ هل حدث لك ذلك؟ شخص لم تره قط، لكنك تتذكره ، تتذكره مرة وأخرى؟ تتذكره إلي أن تعرفه وتألفه ، فتشتاق إليه، وتتذكره؟

هذا ما حدث لي مع ثلاث زهرات لم أر واحدة منهن قط ، لكنني أتذكرهن ، زهرة ، زهرة ، وأضيق عيني أحدق في الظلام فأرى كل واحدة منهن كأنما تسبح نحوي كشمعة على سطح قلب ، منيرة ومؤلمة

ولنبدأ من تعرفي إلي الأستاذ أسامة البحر بفضل الصديق الروائي علاء الأسواني الذي قدمه إلي بصفته صديقا محبا للثقافة والأدب ، كما أنه القائم على ندوة " الأسواني " الأسبوعية التي تناقش الأعمال الفنية المختلفة . وكان في شخص أسامة البحر وفي وجهه وملامحه وطريقته وهو يصافح الآخرين شيئا مهذبا بعمق تستعيد معه عبارة الكاتب الروسي العظيم أنطون تشيخوف : " كل شيء في الإنسان يجب أن يكون جميلا : وجهه ، وملابسه ، وروحه ".
وانقضت على تعارفي بأسامة البحر فترة ، بادر خلالها إلي دعوتي لمناقشة مجموعتي القصصية " قطعة ليل " في الندوة ، وأدهشتني قدرته على تنظيم الندوة ، ولعلها الملتقى الثقافي الوحيد الذي حضرته فوجدت أن المشاركين جميعا قد استعدوا للنقاش بقراءة المجموعة بتدوين الملاحظات مسبقا!

وحدث ذات مرة أن كنت في دار ميريت بشارع قصر النيل ، وبينما أنا أفتح باب الشقة
لأنصرف فوجئت بأسامة البحر ينزل على الدرج من طابق أعلى ، ودهشت ، فقال لي إنه يسكن مع أسرته الكريمة في العمارة نفسها ، وحدثني ونحن – نهبط السلالم معا - عن الأسرة وأحواله وظروف عمله وحياته التي تجبره على التنقل بين القاهرة والإسكندرية، وكلمني بمحبة خاصة عن ابنته نهر التي تعشق الفن التشكيلي ، ثم دعاني بكرم لشرب فنجان قهوة في بيته، لكني كنت في عجلة من أمري فاعتذرت بأمل أن يكون لنا لقاء آخر أسعد فيه بالتعرف إلي أسرته. تصافحنا ثم انصرف كل منا في طريق ، مشيت وأنا أقول لنفسي : ها هو إنسان مهذب ، مرتاح الضمير ، يحيا بشرف ومودة ، يرعى أسرته ويكفلها من عرق جبينه ، ويجنى ثمرة ذلك فيرى كيف تنمو حياة ابنتيه أمام عينيه بسلام يوما بعد الآخر كما يراقب الإنسان نبتة غرسها وهي تكبر وتتفتح ، فما الذي ينشده الإنسان أكثر من ذلك ؟
قلت لنفسي لابد أن يكون هناك إنسان سعيد في هذا الكون يهب الآخرين بوجوده أملا في السعادة . وكانت
صورة أسامة البحر وحديثه عن أسرته منفذا يعوضني عن الطمأنينة العائلية التي حرمت منها في طفولتي.

عصر أحد الأيام تلقيت مكالمة هاتفية من الصديق أسامة ، جاءني صوته من الإسكندرية ، وقال لي : نهر تريد أن تتحدث معك . وجاءني صوت ابنته نهر يرن بالحياة والفرح وهي تقول لي : قرأت مجموعتك القصصية التي بعثت إلي بنسخة منها لكنها ليست قطعة ليل ، إنها قطعة نهار ! شكرتها ، ثم كلمني أسامة قائلا : هذه نهر !
ومع ذلك ، لم تسنح الفرصة لكي أرى نهر ، وندى ، ووالدتهما السيدة منى ، الزهرات الثلاث . وفي الخامسة مساء أحد الأيام علمت بنبأ انهيار العمارة التي هوت في الإسكندرية ، وكان آخر ما يمكن أن أتخيله أن تطوي تلك العمارة في سقوطها الزهرات الثلاث ، وأن تنزعها بتلك القسوة من الحياة ، ومن قلب أسامة البحر
رحلت ثلاث زهرات كان من الممكن أن ألتقي بهن ، وأن أتحدث إليهن ، لا عنهن . واستولى على شعور بالذنب ، لأنني أعتبر أن كل فرد فينا مسئول عن كل ما يحدث في هذا الوطن ، ولأنه حينما تنهار عمارة بسبب الفساد والرشوة ، فلابد لكل شخص أن يحس أنه مسئول ، لأننا جميعا لم نكافح الفساد والجهل والقمع بما يكفي لمنع ذلك ولمنع كوارث أخرى تهبط بلا نهاية على الكثيرين .
هزتني الفاجعة كما هزت كل من عرف أسامة البحر، وظلت وجوه الزهرات الثلاث اللواتي
لم أرهن عالقة بنفسي ، يأتي كل وجه سابحا مثل شمعة على قلب ، منيرا ، ويقطر باللهب ، الوجوه التي لم ألتق بأصحابها ولم أرها . قلت لنفسي : لو أنني التقيت بها ، لأمكن أن أنحيها قليلا بعيدا عن ذاكرتي ، لأن الإنسان قادر على أن ينحي ويبعد ما يراه ، لكن كيف يمكن التخلص مما لا نراه ؟

لقد أنشأ أسامة البحر هذا الموقع لإحياء ذكرى السيدة منى ، ونهر ، وندى ، ويخطر لي الآن
أن عليه ، بهذا الموقع ، أن يغدو صوتا للدفاع عن ضحايا العمارات المنهارة ونشر الإحصائيات التي ترصد عدد تلك العمارات ومشاكل السكن ، وصوتا للدفاع عن سكان العشوائيات حين يتم ترحيلهم بالقوة ، والدفاع عن حق الجميع في سكن آمن خاصة الشباب منهم

لم يعد أمام أسامة البحر وقد فارقته زهراته الثلاث إلا أن يحمي الزهور كلها

د.أحمد الخميسي

Sunday 9 March 2008

كلمة مجدي مهنا رحمه الله ...في الممنوع

كتب مجدي مهنا
حكمتك يارب.. ما كل قسوة هذه الحياة.. شاب يعمل فنانا تشكيليا، اختار أن يقيم في الإسكندرية، لأن ظروفه الحياتية والمعيشية والأسرية فرضت عليه ذلك، وتزوج من الفتاة التي أحبها، وأنجب منها طفلتين، كبرتا حتي بلغت الصغري ندي «٢٣ سنة» الطالبة في كلية الحقوق، والكبري نهر «٢٥ سنة» التي كانت تستعد لنيل درجة الدكتوراه في الفنون الجميلة.وتحتم عليه ظروف عمله كفنان تشكيلي أن يتنقل كثيرا، ما بين الإسكندرية والقاهرة، حتي يستطيع مواصلة مسيرة حياته، وتغطية تكاليف المعيشة لأسرته الصغيرة.وبعد حوالي ٢٦ عاما علي هذا الحلم الجميل الذي بناه يوما بيوم، علي امتداد سنوات عمره، خرج من منزله في الإسكندرية كالعادة، ليسافر إلي عمله في القاهرة، عقب إجازة عيد الأضحي التي قضاها مع أسرته، ليفاجأ باتصال تليفوني يخبره.. احضر حالا.وحضر الرجل وليته ما حضر لقد جاء إلي قدره ليشاهد جثث زوجته وابنتيه ندي ونهر، وسط أنقاض عمارة لوران بالإسكندرية.في لحظة فقد هذا الفنان التشكيلي الإسكندراني أسامة زكي محمد أسرته، سافر لينقذه القدر من موت محقق، وعاد ليجد أسرته تحت الأنقاض.وما يزعجني هو أن عمارة لوران ليست حالة فردية.. ومأساة أسامة زكي يمكن أن تتكرر مع مئات وآلاف المواطنين الأبرياء، الذين لا حول لهم ولا قوة.. وكل جريمتهم أنهم استأجروا أو تملكوا شققا في عمارات صدرت لها قرارات إزالة وتنكيس بعد سنوات قليلة علي إنشائها، بالمخالفة للقانون والمواصفات والاشتراطات، ويمكن أن يلاقوا نفس مصير عمارة لوران في أي لحظة.ومنذ عام تقريبا، قال لي اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، إن عدد مخالفات البناء التي صدرت لها قرارات إزالة بلغ ٦٠ ألف مخالفة، وإنه عازم علي تنفيذها وعلي إغلاق هذا الملف، وأخشي أن أقول إن المسألة أكبر من قدرات اللواء عادل لبيب، ومن إمكانياته، كمحافظ للإسكندرية لأن إخراج هؤلاء السكان من العقارات المخالفة التي صدرت لها قرارات إزالة وتنكيس، يحتاج إلي عقارات وشقق بديلة وإلا سيفضلون الموت تحت الأنقاض، علي أن يشردوا في الشارع بلا مأوي.والأمر ليس مقصورا علي الإسكندرية وحدها، إنما يمتد إلي الكثير من المحافظات، وفي مقدمتها القاهرة.. لكن الإسكندرية ربما تشكل حالة خاصة لأن القانون ظل في إجازة سنوات طويلة عن عمد، وسبق إصرار وترصد.. وهذه هي الجريمة الحقيقية التي ارتكبت في الإسكندرية، ولا مجال للحديث هنا عن حسن نوايا.. فلا حسن للنوايا عند ارتكاب الجرائم.

في الممنوع- المصري اليوم
الجمعة 28 ديسمبر 2007

Saturday 8 March 2008

عبد الحليم قنديل...صدمة البحر

كتب عبد الحليم قنديل
أى كلمات ممكن أن يقولها المرء للصديق الفنان التشكيلى أسامة البحر وقد فقد زوجته وابنتيه فى حادث انهيار عمارة لوران بالإسكندرية ؟! انتهى ضحية لظلم فوق الطاقة ، أسر قلوب الناس بأخلاقه الدمثة وحساسيته الرقيقة ، وتحول فجأة إلى ما يشبه حطام رجل ، وهو الذى قضى سنين عددا يبحث فى مصر عن كل نقطة ضوء ، ويجمع الفراشات فى ألبوم ، ويجمع التفاصيل والصور، ويصدر أجندة سنوية بالألوان عن شخصيات تصنع الحياة ، فلم تعطه الدنيا سوى كأس موت مرير ، وكأن من حظ الذى يفعل الخير أن يلاقى الشر ، فهل يمكن لقلب الفنان أن يحتمل كل هذا الهم ؟، ربما ليس من حل آخر ، فمصر التى يحبها أسامة غير مصر التى نعرف ، مصر التى نحبها تحت الأنقاض ، وربما لا يستنقذها الحب بقدر ما يستعيدها الفعل ، ربما لا تستعيدها المحبة بقدر ما هى فى احتياج لمن يكره القتلة ، فثأر أسامة فى أسرته التى ّهبت فى غمضة عين ، والتى ماتت فى لحظة رعب ، وفقدت سكينتها بسكين الغدر ، ثأر أسامة ليس- فقط- مع صاحبة العمارة التى ازالت أعمدة الطابق الأول ، وليس -فقط- مع مهندس التنظيم المحبوس فى حى شرق، ولا مع ركام الموظفين والسيد المحافظ الذين أعطوا الضمير أجازة ، وتفرغوا لرعاية النهب العام ، وتخلفوا عن تنفيذ قرارات صدرت بإزالة 6500 عمارة آيلة للسقوط بالإسكندرية ! والحجة ! عدم توافر مساكن بديلة ، وفقر الناس الذين يعتصمون ببيوت هى أكوام تراب ، ويفضلون لقاء الموت مستورين على الذهاب للشارع مشردين ، فماذا كان يمكن أن يفعل أسامة ؟! وهو الفنان البرئ الذى يحترم القانون ؟ ويحلم بمصر جميلة نظيفة مبرأة من كل عيب ؟ ولم يقل له أحد إن الحلم عيب ، وإن كونك مصريا لا يتيح لك ترف الأحلام ، وكيف تحلم وألف سحابة سوداء تفصلك عن زرقة السماء الصافية ؟! كيف تحلم والسياف فوق رقبتك ، كيف تحلم وعمارات البلد كلها مهددة بانهيار، كيف تحلم والبلد كله على حافة موت مستعجل ؟! إن لم يكن من خوف القهر فمن خوف الفقر ، إن لم يكن فى قسم شرطة ففى المعتقل ، إن لم يكن بالغرق فبالمرض ، إن لم يكن فى قطار أو ميكروباص أو معدية ، فإن الموت - على أى حال - يتمتع بخدمة التوصيل للبيوت ، كيف تحلم وأنت تعيش فى بلد تحول إلى عزبة ؛ تسرقه العائلة ، ويسرقه الأصدقاء والمماليك ، ويتعاملون مع الشعب المصرى كنفايات بشر ، ويستقبلون موت المصريين كأحلى الأخبار ، ولا مانع عندهم من موت الآلاف والملايين خفضا للنسل ، لا مانع عندهم من موت المصريين خلاصا من عبء ومناظر سوء لا يحبها المليرديرات الجدد، ولا مانع عندهم من أن يحكموا خرابة ما دامت الشيكات محفوظة فى خزائن سويسرا ، وقد اغتالك الموت يا أسامة فى أعز ما تملك ، اغتالك الموت فى “منى” و “ندى” و “نهر” ، وترك لك بقع الدم بدلا من بقع الضوء التى كنت تحتفل بها ، ربما لأنك لا تحمل سيفا بل حملت الريشة ، ربما لأنك لم تصرخ ؛ واكتفيت بابتسامة الموناليزا …

الدستور
السبت 29 ديسمبر 2007

Tuesday 4 March 2008

كلمة عمة الفقيدات الأستاذة ليلى البحر

فلذات اكبادنا... احبائنا .. قلبي ينزف لرحيلكم ولكن الملائكه لا ترحل دائما حولنا تحمينا، لم يكن بخيالى ان اكتب هذه السطور؛ لم اعتاد الحزن لفراق الملائكه فليس بعهدنا هذا ملائكه. كنت اشعر بشيء غير طبيعى وكنت اعاتب نفسى لكنه كان احساس لم اكن اتصور انه فراق عندما كنتم تحرصون على قضاء كل رمضان فى المساجد و قضاء كل الصلوات حتى الفجر في المساجد وحفظ القراءن بسرعه بصوره ملحه انتم ووالدتكم الحبيبه التى برعايتها صنعتكم وكانت نعم الاخت والصديقه، فى كل الاوقات كانت امى رحمها الله.
اذا رأيت احدا بهذا الجمال الملائكى فى كل شىء نقول ده ابن موت وكأن ليس للجمال مكان على الارض، رايتكم قبل الوداع بقليل وسمعت صوتك يا نهرورتي الحبيبة قبله بساعات لتقولي لي وحشتينى قوى يا طنط مازال صوتك فى اذنى لا اعرف ان كان هذا حبا من الله لى ام عقاب، كانت قلوبكم تفيض بالحب و الطهاره كان النقاء من سمات عيونكم لم اشعر فيهم بغير الطمأنينه تجمعت قطرات الندى فى الصباح لتصنع اعذب الانهاريا نهري العذب، ملاك خُلق لراحه من حوله وكان اكثرهم شقاء. دون ان تحدثينى يا حبيبتى تعلمت منك الكثير وكنت اطمع فى المزيد، لن اطلب لكم الرحمه فالملائكه وجدوا لرحمة الاشقياء بل اطلب منكم ان تترحموا لنا فاانتم شهداء فساد الرض وتلوثها و ستظلوا فى قلوبنا حتى اللقاء...قلبي معك يا اخى الحبيب
ليلي البحر

كلمة عم الفقيدات المهندس نجيب البحر



Monday 3 March 2008

كلمة المهندس محمد حامد

أعترف أن كلمتى هذه جاءت متأخرة حيث لم أتعرف على موقع المدونة الامؤخرا, وكذلك أعترف بأننى لست ممن يجيدون فن التعبير عن أحاسيسهم و مشاعرهم تجاة الاّخرين ولكن مأساة أخانا وحبيبنا أسامه كفيلة بأن تجعل الصخر ينطق والجماد يتكلم.
ولكن ترى من ماذا قدت حكومتنا , لقد نطق الصخر ونهار من هول الفساد ورائحته التى تزكم الانوف أم ترى أن حكومتنا تتلذذ بمثل هذه المأسى.

ولا يسعنا تجاة هذه المأساة الا أن ندعو لحبيبنا أسامه بالصبر لان أجر الصابرين عظيم ( وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون).

أما شهيداتنا فعزاؤنا أنهم بأذن الله فى مقعد صدق عند مليك مقتدر, مقتدر بان يرحمهم برحمته ومقتدر بأن ينزل أشد العذاب فى الدنيا والاخرة على كل مسؤل عن مثل هذه الكوارث التى لا تنتهى.

ورجائى أن نتكاتف جميعا بجوار أخانا العزيز أسامه فى محنته , وأن يعوضة الله فى الدنيا والاخرة بقدر صبرة وأحتساب هوانا لله وأنا اليه راجعون.

كلمة صديقة الشهيدة نهر

حبيبتي .. أنشودتي العذبة .. يا آية الله لنا في الأرض للجمال والشفافية والنقاء والرحمة بمعنها الواسع (( نهر )) إننا لم يسمح لنا القدر لأن تطول صداقتنا ولكنك دائماً كنت لدي مثالاً للجمال والرقيّ الخالص وكم كنت أتتوق لأن أنال شرف صداقتك ومحبتك .. ولكن من الطبيعي أن تكون للبشر دنياهم وللملائكة سماهم .. يا حبيبتي من بعيد .. إنني أدرك جيداً معنى فقدان الأب فلذّة كبده ويوم علمت أنك رحلتي عنا وغادرت دنيانا ودنيا والدك أنت وندا وماما .. أدركت مفهوم الألم ومعنى المصاب الأليم ..
وشاء القدر أن ألتقي بوالدك الأب الحنون الشفاف الذي ألهمه الله الصبر والسلوان على مصابه وفجيعنه .. لم أجد كلمة عزاء أتوجه بها إلية فكل كلمات العزاء تعجز أن توفي بمعناها إن قلتها .. ولكن كما أمرنا المولى عز وجل وقال في كتابه الكريم ﴿ والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون ﴾ فقد عدتي إلي سمائك يا ملاك .. ورجعتي إلي رب الكون وأختارك إلى جواره .. الحمد لله .. فإن الله عز وجل أحق بك منّا جميعاً ..
ولكنني يا حبيبتي أردت أن أشارك والدك الحنون ألمه ولو بجهد معنوي بسيط .. وقررت أن أنضم لجمعية أصدقاء نهر البحر وأحاول تقديم مساعدتي علّي أستطيع أن أهون حدة ألم والدك ياملاك .. لم أعجب من حماسه لأن يحفظ ذكراك بل يحفرها في أذهانا وقلوبنا أبد الدهر .. ويخلد صورتك وسيرتك العطرة العبقة برائحة الجنة .. ولم أعجب من هذا الحب الفياض ونهر المشاعر المتدفق والمنهمر وكأن النهر قد عاد إلي مرحلة الصبا .. فهو صاحب تلك التميمة الرقيقة ( نهر ). مهما كتبت فأنا عاجزة عن الرثاء يا حبيبتي ولكني لا أملك إلا أن أرضى بقضاء الله وقدره وأسلم وجهي لخالقي وأدعو الله بالرحمه لكي ولشقيقتك والدتك ولكل أموات وشهداء المسلمين أجمعين .. رحمة الله على روحك المقدسة الطاهرة .

إيمان عبد الستار

Sunday 2 March 2008

كلمة الأستاذة نادية الجلاد




فجعت عندما أخبرني أحد الزملاء فور عودتي من رحلة عائلية عن الكارثة التي حلّت بأستاذنا الفاضل أسامة البحر أثر انهيار مسكنه ومقتل جميع أفراد عائلته. وحزنت بالطبع للواقع المأساوي الذي سقط عامةً على جميع الضحايا ممن استشهدوا وأهاليهم اللذين نجوا ليعيشوا معاناة حقيقية على المستويين المادي والمعنوي. و تألمت لفداحة هذه الكارثة الحضارية التي يتكرر وقوعها ووقعها بلا علاج أو حساب ولا يحزنون! غمدهم الله برحمته وأعاضهم سكناً آمناً بنعيم جنته.

فقد وجدت نفسي أكثر تأثراً وانفعالاً لهذه الحادثة بالذات لإحتكاكي المباشر بعناصر القضية وإلمامي بأدق التفاصيل المؤلمة التي أدت لوقوع هذه الكارثة وبأبعادها المأساوية وذلك بموجب تواصلي الإنساني بأحد الضحايا بل وأكثرهم تضرراً ولإحساسي بالمعاناة على أرض الواقع. شعرت بمرارة وقهر أشد لهذا التدهور الحضاري الذي ننحدر اتجاهه وتحسرت على تلاشي القيم الإنسانية وبكيت رثاءاً وألماً لمصاب أستاذنا العزيز. فالفنان المهندس أسامة البحر على الجانب الشخصي إنسان دمث الأخلاق ومرهف وشديد الطيبة والحساسية، وعلى الجانب العام نموذج حي للعطاء والمثالية من خلال تطوعه لكثير من القضايا الفكرية والإنسانية، فقد التزم على مدى السنين العشر الماضية - وما زال مشكوراً - بالتعاون مع المفكر الفاضل د. علاء الأسواني يدير صالونا أدبيا أسبوعيا كرماً وتطوعاً. وقد تمكن وفقاً لسيرته الطيبة وأخلاقياته الراقية ومبادئه الإنسانية بالإضافة إلى ثقافته العالية أن يكسب ثقة أحد أهم المفكرين العرب (بل العالميين حالياً) ليكلفه مهمة التنسيق والإشراف على منتداه الثقافي، فبالإضافة إلى براعته في سلوكيات التعامل يتميز أستاذنا الفاضل بمهارة فائقة بتنسيق أولويات المواضيع المطروحة وضبط مجرى النقاش الذي يتناول قضايا شديدة الأهمية والحساسية. فمحور النقاش يتطرق من ناحية فنية إلى تحليل روائع الأعمال الأدبية عالمياً ومحلياً بالإضافة إلى تدعيم الأعمال الناشئة واحتضان المواهب الصاعدة في مجال النقد والكتابة، ومن ناحية فكرية يتطرق لأهم القضايا القومية الخاصة بكيان المجتمع المصري والعربي عامةً.


فوجئت عند حضوري لأول لقاء بعد عودتي من السفر - بعد مجرد مرور ثلاثة أسابيع على حلول الفاجعة (استشهاد الزوجة الحبيبة وملكيه الطاهرتين بالإضافة إلى دمار المنزل أو بالأحرى خلاصة شقاء العمر)- بحضور أستاذنا وقدرته المبهرة على الإحتفاظ بذلك التماسك النفسي والتوازن الفكري... ومهارته المميزة بقيادة وضبط الندوة. فوجدت نفسي أنفجر بكاءً عندما تطرق في آخر الندوة بهدوئه النفسي المعتاد إلى مستجدات المدونة الإلكترونية التي يعدها لعرض الإنجازات العملية والإنسانية للشهيدات المميزات وأمله في أن يجعل منها نصبا تذكاريا لهذه الفاجعة الإنسانية وحافز لمحاربة الفساد. بكيت رهبةً لذلك الشموخ النفسي وتلك القوة الروحانية الخارقة التي وهبها الله لهذا الإنسان المنضبط، وجلاءً لنعمة الإيمان التي أثابه بها دينياً ودنيوياً ليعينه على دمل أحزانه والشفاء من آلامه، وتقديراً للثراء النفسي الوافر الذي أعاضه به عن فقدانه ... بكيت من نفسي الضعيفة وعقلي التافه وقلة حيلتي عند الخسارة والابتلاء... بكيت على كل نبذة جحود تمكنت من الطغيان على مشاعري وانهماكي في تكبير أبسط الهموم وتأففي لأهيف الأمور. فقد شهدت كيف تستطيع النفس السوية ضبط تفاعلها مع فواجع الأقدار لتحافظ على نعمة السلم التي وهبها الله إيّاها


نادية الجلاد- الأردن

Saturday 1 March 2008

أشجان البحر


ورأيتُ نفسي تائهًا ما بين أطلالِ الردى
رباه! أسأل حائرًا أوَ هكذا الحلمُ غدا؟
أوَ هكذا تهوي حياتي تضيع أيامي سُدى؟
ووقفتُ أذكر عندئذ كيفما العمرُ ابتدا
أنشودة كانت حياتي جنة في المبتدا
لحنًا تناغم نسجهُ وبعذبه الطيرُ شدا
لكنما تأبى الحياةُ دوامَ حالِ المبتدا
ظهر الفسادْ.ملأ البلادْ وبقبح وجهٍ قد بدا
هدمت أياديه الدنيئة كل صرحٍ شِيِّدا
واغتال زهراتي معًا إثمًا عليهنّ اعتدى
وتُركتُ وحدي ليتني لهن كنتُ أنا الفِدا
كيف السبيلُ إلى الصمود؟ خطايَ تفتقرُ الهدى
لكنْ لهن عليّ حقٌ فواجبٌ أن أصمُدا
وجب القصاصُ لروحهن من ظلمة طالت مدى
فالبحرُ ضاق بجزْرِهِ وبكل بأس رددّا
سحقًا لأعوان الفسادْ تبت من الظلم اليدا
يا زمرةَ الغي اخسئي فالصبحُ عاد مجددا
يا شعبُ حيّ على الإباءْ فالعمرُ مر تنهُّدا
اثأرْ لعزكَ وابنِ مجدكْ هبْ للكرامة مولدا
فجرٌ أطل! أهذا حقْ؟ نعم رأيتُ المشهدا
مرحى فقد ولت عهودْ أمس لكم ولنا غدا
وتكاتف الشعبُ الأصيلْ والصوتُ فيه توحدا
نهرُ المنى أبدًا سيجري ليصبّ في بحر الندى
شيماء عبدالمعز
مساعد باحث- المركز القومي للبحوث
القاهرة في 23/2/2008