هى من أجلك ... أتقدم بها آملا أن تمثل شمعة ... نساهم فى إضاءتها جميعاً فى مواجهة ظلام الفساد الفاجر من حولنا ... بدلاً من أن نكتفى فقط بأن نلعنه .
شكراً لكل كلمة نبيلة منك ... تساهم فى توهج هذه الشمعة على طريق شاق طويل لا مفر منه ... هدفه دائماً هو مقاومة هذا الفساد او التقليل من حجمه أو رائحة فُجره التى أصبحت تزكم الأنوف .
جاءت البداية مع كارثة مأساوية فى لحظة فارقة فى حياتى ... يوم الاثنين 24 ديسمبر 2007م ... ومع نهاية عام مضى ... أبى أن يرحل قبل أن يسدد طعنة دامية إلى قلبى ... عندما إنهارت عمارة لوران بالإسكندرية وأُستشهد فيها 38 مواطناً مصرياً تحت أنقاضها ... كان من بينهم أسرتى بالكامل ( زهراتى الثلاث ... زوجتى الحبيبة السيدة / منى وإبنتى الشابتين الآنسة / نهر والآنسة / ندى ... وكانتا فى عمر الزهور وكن جميعاً نور حياتى ) .
وهكذا فى لحظة حزينة مؤلمة ... فقدت أسرتى وشقاء العمر وأحلامه الوردية ... بل فقدت العمر نفسه ... وكأنه لم يكن ... وبدا الأمر كله وكأنه حلماً مات فى لحظة ... أو وهماً أصبحت أعيش به ... ولكن ككابوس أعانى آلامه الآن وحيداً من بعدهم .
هى كارثة شخصية حقاً ... جاءت وكأنها جرس إنذار أخير ... ينبه إلى ضرورة وجود ( مسكن آمن للجميع ) ... ولكن لأن قناعتى بأنه لا يوجد حل خاص لأى مشكلة جماعية إلا من خلال حل عام لها ... خاصة وهى تأتى ضمن سياق أكبر ... تمثل فيه هذه الحادثة حلقة جديدة أتمنى أن تكون أخيرة أُضيفت إلى حلقات سبقت فى سلسلة دامية ظلت تداهمنا طوال السنوات الأخيرة بمعدل متسارع ... منذ ( شهداء العّبارة ... وقطارات الصعيد ... وبنى سويف ... والشهداء الشباب فى مياه المتوسط قرب السواحل الأوربية ) ... وغيرها من كوارث سرطانية أخرى ... ولابد أن يكون وراء كل من هذه المآسى متسبب أو مسئول ... ولابد أن يحاسب بعدالة ليصبح جزاءه رادعاً لغيره ... وحتى تتوقف أو تخف حدة هذا الفساد أو يتوارى على الأقل فُجره ولا يستمر بهذه البشاعة اللا إنسانية .
من أجل هذا جاءت هذه المدونة ... كمحاولة لأن نتعارف أولاً ونتحدث ونفكر معاً ... وكخطوة على طريق صعب طويل ... لكن لا مفر منه .
فقط بضعة أسطر من قلمك الحر الصادق الشجاع ... تأتى حول هذا المعنى ( مقاومة الفساد ) والذى بالتأكيد لك تجربة معه ... مباشرة او غير مباشرة ... فلا أحد من المصريين فى هذه الفترة الحالكة الظلام من تاريخ مصر لم يعانى منه ... أرجوك أكتبها الآن .
نشكرك ونرحب بها مهما كانت قصيرة أو طويلة ... سنضعها فى المكان اللائق بها ... فى قلوبنا وعيوننا ... وبهذا قد نتعرف جميعاً على أنفسنا ... بل قد نعيد إكتشافها من جديد ... وقد نفاجأ بأنه من تحت الأنقاض توجد هناك مصر أخرى جميلة تتنفس ... ولكنها تتململ وتئن بآلام ولادة حقيقية لأمل زاه لم يخذلها أبداً من قبل مهما كان الإنهيار مدوياً والظلام حالكاً .
يا شرفاء الوطن تعارفوا ... وإتحدوا ... وأنتم ملايين ... وإن كانت مبعثرة ... شأن حياتنا كلها المبعثرة ... تحت وطأة سوء اختيار القادة والأدارة اللامبالية واللامسئولة ... وغيبة الوعى ... وغياب الانتماء وموت الضمير ... وكل ما إبتلى به المصريين أخيراً من هوان وإفتقاد الكرامة ... وحتى يكون لإستشهاد الأبرياء من شبابنا ثمن ... بعد أن أصبحنا جميعاً الآن فى حكم الشهداء ... منا من رحل ... ومنا من ينتظر دوره فى الرحيل المؤجل إلى حين ... من أجل هذا ... أرجوك اكتبها الآن ... وشكراً لك ...
ملاحظة:
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...
والإبداع الحقيقي لا يهدف إلى تغيير الواقع بشكل مباشر...وإنما يصل إلى الناس كحياة أخرى على الورق أكثر عمقا ودلالة وجمالا...تساهم في تغيير وجدانهم إلى الأرقى وبذلك يكونوا قادرين على تغيير واقعهم بأنفسهم خاصة إذا كان هذا الواقع محملا بكل هذه الآلام...وبكل هذا الفساد...بل هذا الرعب...
إن قصة قصيرة أو قصيدة أو شعر لوحة تشيكيلية تُقدم في هذا السياق ستكون محل ترحيب بالغ...لأنها ستساهم في توهج هذه الشمعة الصغيرة كبداية وأملي في أن تصبح كبيرة بالصداقة وبالحب وبكل المعاني النبيلة التي ستطل منها...فأهلا بمشاركتكم واقتراحاتكم ومع كل الشكر والتقدير والامتنان للجميع.
* مدونة الشهيدات الأبرارمنى ونهر وندى
www.monanahrnada.blogspot.com
* لأية مساهمات إرسل على :
أسامة البحر
mob:0122325806