الكلمة التى القاها المهندس/اسامة البحر امام جمهور الحاضرين بمقر مركز الجيزويت الثقافى بالفجالة- مساء الاربعاء 26/10/2011 فى الحفل الذى اقيم تكريما لروح شهيد الثورة الشاب /مينا دانيال بماسبيرو فى 9/10/2011 رحمة الله وتكريما لارواح كل شهداء الوطن.....

Tuesday, 12 August 2008

كلمة ا.د. عادل السيوى بكتالوج المعرض

زمن البراءة
"كل دورة حياة مهما كانت قصيرة.. هى نفسها دورة حياة الوجود"
كتبت نهر هذه الكلمات الحاسمة ببساطة محيرة وكأنها ترى بعينيها تلك المدارات الخفية التى تربط أى تجربة مهما كانت مختصرة بحركة الكون ودوراته الخالدة. وها نحن نقف الأن، تحت وطأة أكثر أشكال الغياب ايلاما لنتأمل ما تركته لنا من مشاهد وكلمات ،لا يمكن ان تفلت نظرتنا بأى حال من وقع رحيلها المباغت علينا ، وكما كانت شهرزاد تحكى لتفادى الموت، تصبح الحكاية هنا أيضا مشدودة كوتر.
لاتأخذنا أعمال الفنانة نهر فى طريق بعينه، ولسنابصدد تقييمها فنيا، لأنها تضم تخطيطات تمهيدية وتمارين ودروسا أكاديمية ، ومحاولات أولية لامتلاك لغة خاصة وتجارب مع الوسائط المعاصرة شجاعة رغم ندرتها.
تتحرك هذه الاعمال فى اتجاهات عدة ربما نميز بينها مسارين كبيرين ، الأول يعكس الرغبة فى التجاوز والخروج على الأطر ، وتكشف فيه الفنانة عن انحيازها للكائنات الهشة والعابرة التى لاتصنع اقدارها : الحشرة، الفراشة،الدمية، والثانى ينحاز العكس الى الثبات والبنائية والرصانة والتماسك ، وتأكيد الذات ، كما فى المرأة الحمراء، وفيه تبنى الفنانة الجسد الأنثوى ككتلة صريحة مشدودة تهيمن بأقواسها الرصينة على فراغ اللوحة ، وقد يتزامن المساران معا فى عمل واحد ، كلحظة القراءة فتلك الفتاة الجالسة بثقة ، وذلك المحور المشدودما بين العين والكتاب يجسدان معا رصانة بنائية ، ولكن التقطيع المتوتر لسطح العمل يقتحم تلك اللحظة المتسقة ، كحركة مضادة تشعل السطح و تربكه ، وكأن الفنانة تريد الاحتفاظ بقوة البناء وتجاوزه معا .
سأتوقف أخيرا أمام رسم لنهر أحببته كثيرا، وهو تخطيط سريع للنوم فى ثلاثة أوضاع ، من الجسد المتمدد بكامله الى نصف المضجع الى النوم جلوسا ، انما أجساد نائمة لا تمثل النعاس و إنما تعيشه من الداخل و تنشره حولها. أجسام رسمت وهى تتهاوى أمام سلطان النوم. فى هذا الرسم تكشف نهر روح فنانة مرهفة ، تسرب عبر جسد النائم حالة النعاس نفسها.

"البراءة ترى الحقيقة أسرع وأوضح فتنتج الجمال الأرقى"
جمال البراءة أرقى كما كتبت نهر بنفسها ، وربما هو أكثر سطوعا لأنه لا يختلط بأى ظل من التردد أو حسابات الموائمة ، لقد كبرت نهر بيننا ، نحن الذين اعتدنا التساكن مع الظلال والعتمة بل ومع السواد نفسه ، ثم تركتنا كضوء منفلت نشتهيه ولا نمسكه ، كشأن جمال البدايات كلها .... فى أعمال نهر اطلالة أولى للبراءة ، مختصرة ولافتة ..... كومضة.

د. عادل السيوى

No comments: