عذرًا نهر.. قد كفرت عن خطايانا
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
إني لا أجرؤ على القول، أن صلتي بالأستاذ الكبير أسامه البحر، هي علاقة قوية - كما أتمنى أن تصبح..ولا أدعي معرفتي الوطيدة به، كمحارب قديم، أو أديب لامع، ولا حتى كإنسان متميز..ولقد أبلغني بنبأ وفاة عروستي السماء ووالدتيهما، رحمة الله عليهن هاتفيًا، مما وضعني في حالة صدمة حقيقة، وألم هائل.. ليس للموت في حد ذاته، فهو مكتوب علينا جميعًا.. وصحيح أن الموت واحد مهما تعددت أسبابه، إلا أن السبب هذه المرة هو مما يخجل المرء منه ويندى له الجبين..وأقول لنهر لا تعجبي إن حمدت ربي على أني لم ألقاك من قبل.. لقد دخلت هنا كي أعزي والدك العظيم، فوجدتني أعزي نفسي فيك دون أن أعرفك.. فما الحال لو كنت عرفتك؟..
ولقد وفقني الله تعالى كي أحضر معرضك في ساقية الصاوي.. وباعتباري - نوعًا ما -رسام، فقد أدهشني لوحاتك..
أثارت إعجابي لوحة، لعبت فيها بالتكوين، وخطت ريشتك معنى فلسفيًا أكثر من رائع.. ولوحة أخرى، بدت كتمزيق حقيقي لمعنى لغة الجسد، لم أستبعدها حين قرأت كلماتك الروحانية مع مولاكي ومولانا جميعًا..
لشد ما أثارئني ذلك النقاء وتلك البراءة، الذين أدا لروحانية شفافة، قربتك من خالقك العظيم..
ربما كان رحيلك، هو تلبية الرحمن لنداك.. فأنت أنقى من أن تصبحي على أرضنا تلك..
ولا أنسى ذلك الرسم المتقن للجسد البشري، والذي لم تخليه من عيوب طفيفة - لمن يراها- كرسالة بأن كل هذا فان..
وأننا - في حقيقتنا- مجرد صورة..
وأننا من تراب..
مثل التراب الذي تكون، حين انهارت عمارة (لوران) ومات من مات، واندلعت التصريحات، وسيتم محاسبة المسئولين..تمامًا كما حدث مع صاحب العبَّارة، الذي عبر بفعلته، وأخطأ المسئولين في عدّ الضحايا، إذ نسوا إضافة مصر نفسها للرقم المذكور!..والسؤال الآن هو، من سيعوض أب مكلوم في ابنته.. عفوًا، بل ابنتيه.. لا لا.. بل ابنتيه ورفيقة حياته كلها!!!..لك الله يا أستاذ أسامه!!..لك الله..بربي إنك لرجل إما قوي جدًا، أو أنك مؤمن للغاية!.. ولا أستبعد عنك كلا الأمرين..رأيت في مدونة الراحلات - على الرابط: http://www.monanahrnada.blogspot.com/ - الكثير من المشاركات الكريمة، والأسماء اللامعة، التي - هي على إستحياء- حاولت أن تسيل حبرها - كما سالت الدماء الطاهرة- بكلمات ترثي فيها الشهيدات - ونأملهن عند الرحمن الرحيم كذلك- وتعبر في ذات الوقت عن غضبها جراء هذه المأساة، وعلها تساعد في أن تشد أزر الأب المصدوم..ذلك الأب الذي جعل من ألمه وصدمته ووحدته، عناصر قوة، يخلد بها، لا أقول بناته، بل تلك المأساة، حتى لا تغيب عن ذاكرتنا، التي - كعادتها- تنسى سريعًا..يجري ذات اليمين وذات الشمال.. يهرول الأب كأم المسيح بحثًا عن سقاية الخلد لبناته..ولا أقل من أن ندعمه في أمره هذا..لا أقل من أن نأخذ نهرنا وندانا ومناهما، مثالاً لما أصاب غيرهن، وغير أبيهن..علينا ألا ننسى..وعلينا أن نعتذر كذلك..ولأن نهر البحر، هي المحور الأساسي للتأريخ والتخليد هاهنا، فدعوني أعتذر لها، علها تستغفر لنا بملائكيتها، عند رب الخلائق..عذرًا نهر..عذرًا أن جعلناك فداءًا لنا، وأن دفعت عنا ثمن خطايانا..عذرًا نهر..عذرًا..
محمد سامي
كاتب وناشر
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
إني لا أجرؤ على القول، أن صلتي بالأستاذ الكبير أسامه البحر، هي علاقة قوية - كما أتمنى أن تصبح..ولا أدعي معرفتي الوطيدة به، كمحارب قديم، أو أديب لامع، ولا حتى كإنسان متميز..ولقد أبلغني بنبأ وفاة عروستي السماء ووالدتيهما، رحمة الله عليهن هاتفيًا، مما وضعني في حالة صدمة حقيقة، وألم هائل.. ليس للموت في حد ذاته، فهو مكتوب علينا جميعًا.. وصحيح أن الموت واحد مهما تعددت أسبابه، إلا أن السبب هذه المرة هو مما يخجل المرء منه ويندى له الجبين..وأقول لنهر لا تعجبي إن حمدت ربي على أني لم ألقاك من قبل.. لقد دخلت هنا كي أعزي والدك العظيم، فوجدتني أعزي نفسي فيك دون أن أعرفك.. فما الحال لو كنت عرفتك؟..
ولقد وفقني الله تعالى كي أحضر معرضك في ساقية الصاوي.. وباعتباري - نوعًا ما -رسام، فقد أدهشني لوحاتك..
أثارت إعجابي لوحة، لعبت فيها بالتكوين، وخطت ريشتك معنى فلسفيًا أكثر من رائع.. ولوحة أخرى، بدت كتمزيق حقيقي لمعنى لغة الجسد، لم أستبعدها حين قرأت كلماتك الروحانية مع مولاكي ومولانا جميعًا..
لشد ما أثارئني ذلك النقاء وتلك البراءة، الذين أدا لروحانية شفافة، قربتك من خالقك العظيم..
ربما كان رحيلك، هو تلبية الرحمن لنداك.. فأنت أنقى من أن تصبحي على أرضنا تلك..
ولا أنسى ذلك الرسم المتقن للجسد البشري، والذي لم تخليه من عيوب طفيفة - لمن يراها- كرسالة بأن كل هذا فان..
وأننا - في حقيقتنا- مجرد صورة..
وأننا من تراب..
مثل التراب الذي تكون، حين انهارت عمارة (لوران) ومات من مات، واندلعت التصريحات، وسيتم محاسبة المسئولين..تمامًا كما حدث مع صاحب العبَّارة، الذي عبر بفعلته، وأخطأ المسئولين في عدّ الضحايا، إذ نسوا إضافة مصر نفسها للرقم المذكور!..والسؤال الآن هو، من سيعوض أب مكلوم في ابنته.. عفوًا، بل ابنتيه.. لا لا.. بل ابنتيه ورفيقة حياته كلها!!!..لك الله يا أستاذ أسامه!!..لك الله..بربي إنك لرجل إما قوي جدًا، أو أنك مؤمن للغاية!.. ولا أستبعد عنك كلا الأمرين..رأيت في مدونة الراحلات - على الرابط: http://www.monanahrnada.blogspot.com/ - الكثير من المشاركات الكريمة، والأسماء اللامعة، التي - هي على إستحياء- حاولت أن تسيل حبرها - كما سالت الدماء الطاهرة- بكلمات ترثي فيها الشهيدات - ونأملهن عند الرحمن الرحيم كذلك- وتعبر في ذات الوقت عن غضبها جراء هذه المأساة، وعلها تساعد في أن تشد أزر الأب المصدوم..ذلك الأب الذي جعل من ألمه وصدمته ووحدته، عناصر قوة، يخلد بها، لا أقول بناته، بل تلك المأساة، حتى لا تغيب عن ذاكرتنا، التي - كعادتها- تنسى سريعًا..يجري ذات اليمين وذات الشمال.. يهرول الأب كأم المسيح بحثًا عن سقاية الخلد لبناته..ولا أقل من أن ندعمه في أمره هذا..لا أقل من أن نأخذ نهرنا وندانا ومناهما، مثالاً لما أصاب غيرهن، وغير أبيهن..علينا ألا ننسى..وعلينا أن نعتذر كذلك..ولأن نهر البحر، هي المحور الأساسي للتأريخ والتخليد هاهنا، فدعوني أعتذر لها، علها تستغفر لنا بملائكيتها، عند رب الخلائق..عذرًا نهر..عذرًا أن جعلناك فداءًا لنا، وأن دفعت عنا ثمن خطايانا..عذرًا نهر..عذرًا..
محمد سامي
كاتب وناشر
No comments:
Post a Comment