الكلمة التى القاها المهندس/اسامة البحر امام جمهور الحاضرين بمقر مركز الجيزويت الثقافى بالفجالة- مساء الاربعاء 26/10/2011 فى الحفل الذى اقيم تكريما لروح شهيد الثورة الشاب /مينا دانيال بماسبيرو فى 9/10/2011 رحمة الله وتكريما لارواح كل شهداء الوطن.....

Saturday, 10 January 2009

قصيدة مهداه من الشاعر عمر حازق الى روح الفنانة الشهيده/ نهر أسامة البحر فى الذكرى السنوية الاأولى لرحيلها

ويا وطني لقيتُكَ بعد جُرحٍ
إلى نهر أسامة البحر: كلا، لم ترحلي أبدًا..*

"ويا وطني لقيتُكَ بعد يأسٍ كأني قد لقيتُ بك الشبابا"
أحمد شوقي
ويا وطني لقيتُكَ كنتُ أرمي دمعتي
كي تضرب الليلَ الطويلَ حمامةً بيضاءَ
لكنْ لم أجد غصنًا ليحتضنَ الهديلَ
وجدتُ جزّارينَ يا وطني...
فقلتُ البدرُ للشعراءِ
لكنْ عضّني بدري.
خُلِـقتُ لتحلمَ الكلماتُ في عُشّي؛
ويصحو النيل مبتهجًا على فجري،
وحين سمعتُ للكلماتِ تفقسُ فوق أغصاني
رأيت العَلَمُ المحتارُ يخفي وجهَهُ عني
وخُـيِّلَ لي يتيمًا لا سماءَ لهُ
وخُـيِّلَ لي بلا "نسرِ"
فيا وطني لقيتكَ بعد جرحٍ فاحتضِنِّي مرةً
إني ابنُك الممسوسُ بالبحر الشقيِّ؛
قصيدتي سقطتْ على طَرَفِ الرصيفِ
ولم تمد لها يدًا خضراءَ من نعناعك الحبّوبِ؛
فازجُرْ بدرَكَ الشريرَ عني
واستمعْ شِعري.
فقالت نهرُ: لا تذبحْ حمامةَ دمعِكَ البيضاءَ،
وارحمْ ذلك الوطنَ الجميلَ بجرحِهِ.
قلتُ: اسمعي؛ في وطني ليلٌ وجزّارونَ؛
لا عشاقَ في وطني.
فقالتْ: ضحكتي خضراءُ؛
خذ من أخضري شجري
وهاتِ حمامَكَ الأبيضَ..
قلت: يموت من ظمأٍ
فصحرائي بلا بئرِ
فقالت: ذلك الفيروزُ في قلبي
بقيةُ عشقيَ الأولِ حين أضاع وردتَهُ
فحزني دائمًا نهري،
فجرب مرة وارسم لهذا العَلَم المكسور أجنحةً
ولوّنْ جرحَهُ
واحلم له بسماءِ منتصرِ،
وفجّرْ جملةً كي تقنصَ الإيقاعَ
حيث تراقِصُ الألوانُ لوحتَها،
وغرِّدْ ملءَ عشكَ
سوف تأتيك الظلالُ رهيفةً في العشبِ؛
غرد ليس للشعراءِ إلا منطقُ الطيرِ.....
فلا باللهِ
لا لا تذهبي؛ انتظري
فقالت نهرُ: لم أذهبْ
ولكنْ لوحتي أكبرُ من قَدَري
فإنْ همْ أحرقوا بحري
تدفقَ أزرقي نيلاً
يطيّبُ خاطرَ العشاقِ إنْ دَمَعُوا بحلمٍ دافئٍ
واستغفروا حبًّا كبيرًا ضاع من كفٍ إلى كفٍ
ومن صدرٍ إلى صدرِ.
وإنْ همْ أكلوا شمسي
سيشرق أصفري الذهبيُّ عقدًا لليتيمةِ؛
خاتمًا للعرسِ؛
سنبلةً ستغفو الريحُ فوق ذراعها
ويعود عصفورٌ من السفرِ.
وإنْ همْ بعثروا قلبي
فإني حمرةُ الخدينِ حين يبوح للمعشوقِ عاشقُهُ
ونبض الأرض يشربُ قُبلةَ المطرِ...
فلا يا نهرُ
لا لا ترجعي
خلي سماءَكِ فيكِ
إنّا معشرُ البشرِ.
فقالت نهرُ: لم أرسم سمائي
كي تصبَّ ليَ النجومُ حليبَ وحشتِها؛
فإن أغمضَ ليلٌ حزنَه فيكمْ
تعالوْا واتبعوا قمري...
أنا الدعوةُ بين شفاهكمْ،
قبلةُ طفلٍ في السريرِ لأمهِ،
المرحُ البريءُ وضجةُ الحاراتِ في رمضانَ
والأنوارُ ترسمُ ضحكةَ السَّحَرِ،
هنا أشربُ أيامي بسكُّرِ حُـبِّنا الأبديِّ
أفرحُ حين تمسك طفلةٌ فرشاتَها
أنبضُ في كفينِ شاردتينِ
كالـمُهْرِ الجموحِ بقلبِ عاشقةٍ
ألوّنُ سورَكم رملاً هشيمًا تحت أرجلِكُمْ
ألـحِّـنُكم على وتري
فخلوا دمعَكمْ عني؛
افرحوا بي؛
أكملوا عمري.
أنادي حبَكمْ فيكم،
أنادي نيلَكمْ فيكم:
أنا العشاقُ في تيهٍ من الأحلامِ قد شَـتّـوا
فكونوا أنتمُ مِصْري
فكونوا أنتمُ مِصْري.
10-15 ديسمبر 2008
__________________
*نهر فنانة تشكيلية شابة وحالة إنسانية خاصة؛ رحلت مع أمها وأختها و36 مواطنًا مصريًا
في كارثة انهيار عمارة لوران بالإسكندرية ضمن سلسلة كوارث الفساد في مجال العقارات.

No comments: