الكلمة التى القاها المهندس/اسامة البحر امام جمهور الحاضرين بمقر مركز الجيزويت الثقافى بالفجالة- مساء الاربعاء 26/10/2011 فى الحفل الذى اقيم تكريما لروح شهيد الثورة الشاب /مينا دانيال بماسبيرو فى 9/10/2011 رحمة الله وتكريما لارواح كل شهداء الوطن.....

Monday 10 October 2011

هذه المدونة ... لماذا الآن ؟ ... ولمن ؟؟

هى من أجلك ... أتقدم بها آملا أن تمثل شمعة ... نساهم فى إضاءتها جميعاً فى مواجهة ظلام الفساد الفاجر من حولنا ... بدلاً من أن نكتفى فقط بأن نلعنه .

شكراً لكل كلمة نبيلة منك ... تساهم فى توهج هذه الشمعة على طريق شاق طويل لا مفر منه ... هدفه دائماً هو مقاومة هذا الفساد او التقليل من حجمه أو رائحة فُجره التى أصبحت تزكم الأنوف .

جاءت البداية مع كارثة مأساوية فى لحظة فارقة فى حياتى ... يوم الاثنين 24 ديسمبر 2007م ... ومع نهاية عام مضى ... أبى أن يرحل قبل أن يسدد طعنة دامية إلى قلبى ... عندما إنهارت عمارة لوران بالإسكندرية وأُستشهد فيها 38 مواطناً مصرياً تحت أنقاضها ... كان من بينهم أسرتى بالكامل ( زهراتى الثلاث ... زوجتى الحبيبة السيدة / منى وإبنتى الشابتين الآنسة / نهر والآنسة / ندى ... وكانتا فى عمر الزهور وكن جميعاً نور حياتى ) .

وهكذا فى لحظة حزينة مؤلمة ... فقدت أسرتى وشقاء العمر وأحلامه الوردية ... بل فقدت العمر نفسه ... وكأنه لم يكن ... وبدا الأمر كله وكأنه حلماً مات فى لحظة ... أو وهماً أصبحت أعيش به ... ولكن ككابوس أعانى آلامه الآن وحيداً من بعدهم .

هى كارثة شخصية حقاً ... جاءت وكأنها جرس إنذار أخير ... ينبه إلى ضرورة وجود ( مسكن آمن للجميع ) ... ولكن لأن قناعتى بأنه لا يوجد حل خاص لأى مشكلة جماعية إلا من خلال حل عام لها ... خاصة وهى تأتى ضمن سياق أكبر ... تمثل فيه هذه الحادثة حلقة جديدة أتمنى أن تكون أخيرة أُضيفت إلى حلقات سبقت فى سلسلة دامية ظلت تداهمنا طوال السنوات الأخيرة بمعدل متسارع ... منذ ( شهداء العّبارة ... وقطارات الصعيد ... وبنى سويف ... والشهداء الشباب فى مياه المتوسط قرب السواحل الأوربية ) ... وغيرها من كوارث سرطانية أخرى ... ولابد أن يكون وراء كل من هذه المآسى متسبب أو مسئول ... ولابد أن يحاسب بعدالة ليصبح جزاءه رادعاً لغيره ... وحتى تتوقف أو تخف حدة هذا الفساد أو يتوارى على الأقل فُجره ولا يستمر بهذه البشاعة اللا إنسانية .

من أجل هذا جاءت هذه المدونة ... كمحاولة لأن نتعارف أولاً ونتحدث ونفكر معاً ... وكخطوة على طريق صعب طويل ... لكن لا مفر منه .

فقط بضعة أسطر من قلمك الحر الصادق الشجاع ... تأتى حول هذا المعنى ( مقاومة الفساد ) والذى بالتأكيد لك تجربة معه ... مباشرة او غير مباشرة ... فلا أحد من المصريين فى هذه الفترة الحالكة الظلام من تاريخ مصر لم يعانى منه ... أرجوك أكتبها الآن .

نشكرك ونرحب بها مهما كانت قصيرة أو طويلة ... سنضعها فى المكان اللائق بها ... فى قلوبنا وعيوننا ... وبهذا قد نتعرف جميعاً على أنفسنا ... بل قد نعيد إكتشافها من جديد ... وقد نفاجأ بأنه من تحت الأنقاض توجد هناك مصر أخرى جميلة تتنفس ... ولكنها تتململ وتئن بآلام ولادة حقيقية لأمل زاه لم يخذلها أبداً من قبل مهما كان الإنهيار مدوياً والظلام حالكاً .

يا شرفاء الوطن تعارفوا ... وإتحدوا ... وأنتم ملايين ... وإن كانت مبعثرة ... شأن حياتنا كلها المبعثرة ... تحت وطأة سوء اختيار القادة والأدارة اللامبالية واللامسئولة ... وغيبة الوعى ... وغياب الانتماء وموت الضمير ... وكل ما إبتلى به المصريين أخيراً من هوان وإفتقاد الكرامة ... وحتى يكون لإستشهاد الأبرياء من شبابنا ثمن ... بعد أن أصبحنا جميعاً الآن فى حكم الشهداء ... منا من رحل ... ومنا من ينتظر دوره فى الرحيل المؤجل إلى حين ... من أجل هذا ... أرجوك اكتبها الآن ... وشكراً لك ...

ملاحظة:
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...
والإبداع الحقيقي لا يهدف إلى تغيير الواقع بشكل مباشر...وإنما يصل إلى الناس كحياة أخرى على الورق أكثر عمقا ودلالة وجمالا...تساهم في تغيير وجدانهم إلى الأرقى وبذلك يكونوا قادرين على تغيير واقعهم بأنفسهم خاصة إذا كان هذا الواقع محملا بكل هذه الآلام...وبكل هذا الفساد...بل هذا الرعب...
إن قصة قصيرة أو قصيدة أو شعر لوحة تشيكيلية تُقدم في هذا السياق ستكون محل ترحيب بالغ...لأنها ستساهم في توهج هذه الشمعة الصغيرة كبداية وأملي في أن تصبح كبيرة بالصداقة وبالحب وبكل المعاني النبيلة التي ستطل منها...فأهلا بمشاركتكم واقتراحاتكم ومع كل الشكر والتقدير والامتنان للجميع.

* مدونة الشهيدات الأبرارمنى ونهر وندى

www.monanahrnada.blogspot.com

* لأية مساهمات إرسل على :

shaimaazaher@yahoo.ca

Muhammadallam34@hotmail.com

osamaalbahr@yahoo.com

أسامة البحر

mob:0122325806

10 comments:

Anonymous said...

Dear Mr. El Bahre:
Every time I visit this blog to add a word of condolence, tears come to my eyes. You have given everyone a good lesson on endurance and patience. Your late wife and your beautiful girls will live through you as they will always be rememebered by all those who love you.
You have my love and respect,
Samir Ragheb

Anonymous said...

طبعا لن تكفى كل كلمات العزاء لك
لقد فقدت عائلتك باسرها فى لحظة كما لو اننا فى حرب.
وانا ايضا اريد ان ازيد من اشتعال هذه الشمعة حتى تضئ هذا الظلام ولابدا من حياتى.
انا اريد ان ابدد ظللام الفساد فى التعليم فمن الدروس الى المناهج القديمة والاسلوب المتخلف فى التعليم والضرب وغيرها من هذه المشكلات
ولكنى اكتفى الان بتعزيتك فى اسرتك العزيزة وارجو من الله ان يسكنهم فسيح جناته وارجو ان يلهمك الصبر لتصبر على هذه الماساة وان يجعلك قدوة لنا لمحاربة هذا الفساد الذى يخنقنا بظلامه.

Anonymous said...

السلام عليكم
الاستاذ الفاضل اسامة البحر
اكتب لك الساعة الرابعة فجرا و قد ابت عيني ان تغفو بعدما اقرحها البكاء لعظيم مصابك فإنا لله و انا اليه راجعون و عظم الله اجرك و صبر الله قلبك و الهمك السلوان و العزاء.
الان فقط و بالصدفة علمت بالمأساة التي حلت بكم و اتمنى بحروفي المتواضعة ان اشارككم ولو بالقليل لرفع الظلم ومحاربة الفساد فتقبل مني مشاركتي البسيطة مكللة بأحر عزائي وخالص مواساتي
ابنتك مايا
مسقط
سلطنة عمان

Anonymous said...

السلام عليكم ورحمة الله

انا الاء طالبة بكالريوس صيدلة اللي اتصلت بحضرتك المفاجأه بقصة حضرتك وزهراتك التلاته الجمتني عن العزاء لما كلمت حضرتك بس انا استوعبت بعدين وادركت انه ان شاء الله لحضرتك الجنه لان الرسول بشر اللي يفقد عزيز عليه ويصبر صبرا جميلا بشره بالجنه وحضرتك فقدت 3 وربنا يقويك ويكرمك بمرافقتهم في الجنه اللي هي الخلود والسعاده كلها وان شاء الله هم شهيدات وحضرتك تفرح بيهم في الجنه

ان شاء الله اشارك في المسابقه واروح الساقية عشان اجيب استمارة الاشتراك واسعد جدا ان حضرتك تعتبرني بنتك لاني فقدت والدي لسه من 4 اشهر الله يرحمهم جميعا

اسفه تاني على تاخيري في العزاء لحضرتك وربنا يجزاك كل خير

م/ احمد محمد said...

حضرتك قدرت تستحمل ازاى لأ وكملت ازاى لأ وابدعت ازاى
ربنا يقدرك ويكافىء اصدقاء الخير الذين وقفوا بجانبك وكانوا لك عزاء
ونرجوا من الله اخلاصا لك ان تعتبر فينا السلوى

أميمة عز الدين said...

رحمة الله عليهن جميعا ، هن الآن عند مليك مقتدر ، يارب يرزقهن و ايانا الجنة بغير سابقة عذاب وتقديرى للأستاذ الكبير أسامة البحر الذى يناضل وحيدا بالحياة ، كل الأمنيات الطيبة له وخالص دعائى لهن بالمغفرة والجنة

aseel saad said...

السلام عليكم
جئت من رواية قديمة كتبها الدكتور الراحل احمد خالد توفيق في 2008
تحية طيبة وبعد
عسى الله ان يجمعكم في الجنة

Unknown said...

سلاما علي روح الشهيدات مني ونهر وندي وعلي روح الدكتور احمد.

Unknown said...

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحمهم ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان يارب العالمين

Anonymous said...

السلام عليكم
الدكتور الراحل أحمد خالد توفيق هو من جاء بي إلى هنا
أدعو الله الرحمة والمغفرة لهم جميعا و أن يسكنهم الله فسيح جناته