الكلمة التى القاها المهندس/اسامة البحر امام جمهور الحاضرين بمقر مركز الجيزويت الثقافى بالفجالة- مساء الاربعاء 26/10/2011 فى الحفل الذى اقيم تكريما لروح شهيد الثورة الشاب /مينا دانيال بماسبيرو فى 9/10/2011 رحمة الله وتكريما لارواح كل شهداء الوطن.....

Tuesday 30 December 2008

كلمة الشاعرة الاستاذه / مى نجيب بعد حضورها الاحتفالية بالذكرى السنوية للشهيدات و معرض الفنانة الشهيدة نهر اسامة البحر بساقية الصاوى بالقاهرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحيـّة عطرة وبـــعـد: ربما أكون يا سيدي الفاضل خجلى من كوني لم أعلم بما أصابك من بلاء واختبار لكني أحمد الله أن اختار هذا اليوم ليكون بداية رحلة معرفتي بملاكك الطاهر "نهر" ربما لاأهدف الى العزاء رغم انه واجب برغم تأخره "البقاء لله"،وربما لا أهدف الى مواساتك لأني أوّد أن أهنئك بزهراتك ،، شهيداتك الثلاث ..بتلك النسائم التي هبّت عليك من الفردوس الأعلى ،، ليتني أملك أكثر من الكلمات كي أقدم ..ليتني في يوم من الأيام أكون ذات نفوذ حتى أبتر رؤوس هؤلاء القتله ..ليتني أصبح صحفيه مشهوره أملك المال لأبني عمارات تصلح للسكن بدلاً من تلك الأنقاض لينعم فيها هؤلاء المعذبون بالحياه الآمنه ،،ما أعدك به أنني سأجتهد حتى أكون صحفيه معروفه أتبنى تلك الكوارث الإنسانيه وأحاول أن أضع لها حداً ..وبالطبع ستكون بجانبي تدعمني كأب عظيم ومناضل من أجل إسترداد حقنا في الثأرمن هؤلاء الملاعين والفاسدين الذين يملأون الأرض ..لابد من يوم نطهر وجه البسيطة منهم ..أيها الفاضل : تفصل بين معرفتي بقصتك وبمعرفتي بفتاتك ساعات قليله ،،لقد أخذت الكتالوج من معرض الساقيه كعادتي لأعطيه لأختي لتشاهد اللوحات فتتعلم وتصقل موهبتها "علّهــا تصبح في يوم من الأيام كفتاتك فنانه تشكيليه" ،ولكن القدر جعلني أقرأ ما فيها وأتأملها فتهز كياني وتلهب قلمي بما خطه من شعر ربما ما خطه هو المساهمه الوحيده الملموسه لي والتي أتمنى بشده أن تنشره في المدونه الخاصه بالشهيدات حتى أكون قد ساهمت في هذه التظاهره العظيمه الخاصه بفتاتك ،،ولو كنت علمت بالأمر في وقت باكر لما كان فاتني المعرض الخاص بــ "نهر" بــ ساقية الصاوي ..أرجو أن تتقبل كلماتي كنوع من العون الذي أعلم أنه عون لا يـُذكر مقابل ما قدمه الكثيرون ربما لن يخفف ألم الفقدان ولكنــه عناق قلبي بيني وبين "نهر" لابد وأن يصل ..لابد وأن يـُنشر ..لقد أحببت إبنتك يا سيدي في الله ..........وما أروعها من محبــّه منزهــه عن كل غرض وكل مصلحه ..رحمها الله وأسكنها جناته ..كانت فنانه وكاتبه و"نهرعذب" شلالــه المتدفق سيظل في قلبي منهمر ......إهــــــــ،،،ــــداء إلى :"نهـــ،،ــر"الحبيبه التي كنت أتمنى أن أنال صـُحبتها
*بنـت مـــ،،ــــوت*
ياموت ياعريس الحلوين
خدت القمر
طب سبت مين؟؟
ملعونــه
لأ ..مليوووووووون لعيـــن
لو كنت هقدر
كنت أحوش حبة عرايس
م اللّي لمّيتهم ف كفـك
كنت أبات ف الضلمه خلفك
أهجـم عليك ..أقطع رقبتك
عشان خطفت فــ لحظه
"نــهــــ،،ــر"
.....عمارة الموت اللعينه
مش لعينه
أدام حــوت روح البنيـّه
قبل موتهــ،،ـا
كفايه كانت ساكنه فيها
لكنـّها راحت عشان
مكتوب عليها
تكون يا كبدي
"بنت مــ،،ــوت"
مي"محمد نجيب" سعد شاعره وعضوه بجماعة "آدم" الأدبيه طالبه بالفرقه الثالثه/قسم الإعلام/ شعبةالصحافه/ كلية الآداب/جامعة حلوان
MaI NaGiB

Tuesday 12 August 2008

معرض لوحات ومدونة لضحايا لوران


كتبت شيماء البرديني
في الذكري الأربعين لضحايا عمارة لوران في الإسكندرية، أحيا د. أسامة البحر والد الضحيتين «نهر» و«ندا» ذكري وفاة ابنتيه أمس في احتفالية صغيرة، حضرتها مجموعة من المثقفين في أتيلية د. محمد شاكر، عميد كلية الفنون الجميلة السابق.
وأعلن «البحر» في الاحتفالية أنه يعد لمعرض يضم ما تبقي من أعمال ولوحات ابنته الكبري «نهر» خريجة كلية الفنون الجميلة، كما يعد لإصدار كتيب عن ابنتيه وضحايا العمارة، ومدونة عن «نهر» يشارك فيها مجموعة من المثقفين، مثل المستشارة الدكتورة نهي الزيني، وعبدالحليم قنديل، ود. علاء الأسواني، وذلك بمقالات تحارب الفساد وتقف في وجه الإهمال.

وقال البحر: «لم أحي ذكري الأربعين لابنتي فقط، بل لكل ضحايا العقار، وفكرت في المعرض والمدونة، والكتيب لتكون ذكراهم حاضرة في أذهاننا طوال الوقت لا تغيب أمام أي كارثة أو ظرف أخر، ولنظل دائمًا نتذكر مأساتهم، ونتحرك في سبيل إنقاذ أي كوارث يمكن أن تحدث، ومحاربة الفساد الذي أودي بحياة ابنتي وغيرهما من الضحايا»
وأضاف: «أحاول الانتهاء من المعرض قبل عيد ميلاد (نهر) في ١٥ فبراير الجاري، وبالتزامن معه سيتم تفعيل المدونة وإصدار الكتيب».

الاثنين 4 فبراير ٢٠٠٨

معرض الشهيدة "نهر أسامة البحر".. الحياة في الموت!


عقد بأتيليه الإسكندرية يوم الخميس 26 يونيو حفل افتتاح معرض الشهيدة "نهر أسامه البحر" التي راحت هي وأسرتها ضحية سقوط عمارة لوران بالإسكندرية في ديسمبر الماضي.
بدأ المعرض بكلمة مدير أتيلية الإسكندرية الذي شهد على صمود والد الشهيدة المهندس أسامه البحر، وأعرب فيه عن سعادته باستضافة أعمال الشهيدة في الأتيلية؛ تلا ذلك عزف موسيقي على الباينو والكمان لعازفين شابين "نسرين الشيخ" و"سليمان الشيخ"؛ اللذين جاءت مساهمتهما رغبة منهما في إحياء ذكرى الشهيدة وشهداء لوران.
وإذا كان افتتاح المعرض بمقطوعة موسيقية بدا دليلا واضحا على التأكيد على قيمة الحياة والمطالبة بالحق فيها، حتى في أشد اللحظات حزنا، إلا أن المعرض نفسه وما به من لوحات حمل دلالات أخرى.
على باب المعرض وقبل دخولك مباشرة، تجد زميلات الشهيدة يوزعن كتابا يحوي تعريفا بها، وآراء أساتذتها في لوحاتها، ونماذج مختارة لأعمالها، وحين تعبر الباب ستقف طويلا أمام لوحات للشهيدة تحمل فيضا كبيرا من الحياة، مشهد من عصر الباروك لعائلة تشترك في رقص جماعي، أو وجه امرأة أرستقراطية بنظرة حالمة وملمحا لا يخلو من وجوم...ولوحات أخرى لوجوه فزعة منقسمة على نفسها؛ إحدى اللوحات تصور وجها يبدو في محاولة من الهروب من شيء ما، إلا أن الخطوط المتماوجة على جانبيه حوطّته بالرغم من الغضب البادي في اللوحة في اللونين الأحمر الناري والأسود.
جانب آخر من اللوحات عبّر عن لقطات من حياة الشهيدة في مراحل عمرها المختلفة: صورة لها وهي تقف أمام المرآة، وصورة لها مع والديها، وفي جامعتها؛ جميعهم يثيرون بداخلك مشاعر متماوجة من الأسى واليأس والأمل.
الروائي القدير علاء الأسواني والذي حرص على تواجده منذ بداية الحفل، ذكر في ندوة أقامها على هامش المعرض، أنه عندما عرض عليه صديقه أسامة البحر لوحات الشهيدة نهر توقف كثيرا أمام كم الحزن والتشوه الذي تعبر عنه الوجوه التي تبدو مدفوعة لقدر لا قبل لها بدفعه.
وعن سؤاله عما إذا كان من الممكن أن يستخدم حادث لوران في عمل أدبي، ذكر الأسواني أن مشاركته تأتي بالأساس لأنه صديق للأستاذ أسامة البحر منذ سنوات عديدة، وأن أسامة البحر والد الشهيدة ضرب مثلا في تحويل الحزن الخاص إلى حزن عام، مشيرا إلى "جمعية سكن آمن للجميع" التي شرع أسامة البحر في إنشائها من أجل مناهضة الفساد والحول دون تكرار مثل هذه الكوارث.. وذكر الأسواني أن البعض حتى الآن لا يمكنه أن يدرك أن شهداء العبارة وقطار الصعيد وبني سويف وغيرهم الكثير ليسوا حالات فردية بل هم ضحايا الوطن.
التأكيد على جوهر الدين، وقدرة الحب على التسامي فوق الحزن كان بعدا إنسانيا آخر أضافه أسامة البحر في كلمته التي ذكر فيها أنه عمل على إقامة موقع خاص بالشهيدة على الإنترنت ليعبر فيه محبوها عن خواطرهم وذكرياتهم عنها، كما أعلن عن إقامة جمعية "سكن آمن للجميع" كنشاط مدني يهدف إلى الحد من مثل هذه الكوارث.
وذكر أسامة البحر أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى قيم الحب والخير في معنى حديثه إنه حتى لو قامت يوم القيامة فمن كان في يد أحدكم فسيلة فليغرسها، كما ذكر مقولة المسيح عليه السلام بأنه ماذا يفيد الإنسان لو كسب العالم وخسر نفسه.
الحضور الكبير للمعرض من قبل الشخصيات العامة والجمهور على السواء لم يخل من لمحة إنسانية هو الآخر، فكثير من رواد المعرض جاءوا إلى الإسكندرية خصيصا لحضور المعرض، وشهد المعرض حضورا مكثفا من زميلات الشهيدة وأساتذتها وأقاربها وجيرانها.
بعد انتهاء الحفل وفي طريق العودة إلى القاهرة، كنت أجلس في العربة السادسة درجة تانية مكيفة وأنا أقول لنفسي إن الجو هنا شتاء، وحين كنت أتطلّع إلى بقع الضوء بالخارج، كان وجه "نهر" يروح ويجيء أمام عيني كأنه رسمة على سطح مياه، وبين بكاء الأطفال ونداء الشاي والحلوى، كنت أردد كلمات الموسيقى التي بدأ بها الحفل، وأدعو لنهر بالرحمة، كلمات أغنية قديمة لألفيس بريسلي يدعو فيها الشاعر حبيبته بأن تشاركه الحب اليوم لأن الغد سيكون متأخرا، متأخرا جد
اً
شيماء زاهر

لقطات من حفل افتتاح المعرض:ـ



يمكنك التكبير بضغطتين كليك شمال

ابتهالات الشهيدة نهر اسامة البحر

يـاربـي
· اللهٌمّ إني أحبك فإن عذبتني فما ظلمتني .. اللهٌمّ إني أحبك فإن عذبتني فإني أحبك .. فإن ترحمني وتعف عني فهذا رجائي فيك.. اللهٌمّ إني أحبك فإن رحمتني زاد حبي لك .
· اللهٌمّ إن لم تكن ساخطاً عليّ فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي .
· اللهٌمّ رقق قلبي لحبك وللإيمان .. اللهم رقق قلبي للقرآن .
· اللهٌمّ لا تقسي قلوبنا .. وأجر عبراتنا من عيوننا على وجوهنا لتغسل بها ذنوبنا وتكن نوراً لنا يوم لا نور إلا نورك ياالله .
· اللهمّ إن كانت رحمتك للمحسنين منّا .. فماذا لنا نحنٌ السيئين ؟
· اللهٌمّ إن أحببت عبادك المحسنين فإلى من نذهب .. ومن يحبنا ويرحمنا بعدك يارحيم ؟
· اللهٌمّ لا ملجئ إلا إليك ولا منجي إلا أنت ، فإلي من أتوسل وألجأ يالله إذا رفضني رب الجميع ؟
· اللهٌمّ برحمتك أستغيث إرحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة سواك .. فأنت أرحمٌ بي من أمي و أبي وأحبائي ومن نفسي .. أنت ربي رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما .
· إليك رجائي يالله فمن أرجو سواك ؟ .. ومن أحق منك بالسؤال والإستعانة ومن أقدر منك أن يعينني غيرك وأنت المعين .. إستعنت بك وتوكلت عليك ياربي .
· اللهٌمّ كن حبيبي إذا فارقنا الأهل والأحباب من لنا غيرك إذا تركونا جميعاًَ و إذا إنقطعت الأسباب ؟ .. من لنا غيرك أنت أعلم بما في صدري مني ياالله ؟ أنت المطلع على سري وجهري .
· يارب إهدني وأرفع الكرب والهم والحزن .. حسبي الله ونعم الوكيل .
· يامؤنس كل وحيد وياصاحب كل فريد أنت أحق بالدعاء والسؤال لا إله غيرك .. فمن يهمني أن يحبني إن لم تحبني يارب الجميع ؟
· اللهٌمّ طهر نفوسنا وقلوبنا من النفاق وعيوننا من الخيانة .. اللهٌمّ طهر عيوننا من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
· اللهٌمّ إن عذبتني بخطاياياّ فقد هلكت فما أكثرها ! وإن أنزلت عليّا سخطك بذنوبي فقد هلكت فما أثقلها ! وإن جمعت كل ذي ميزان لن توفِ لك حقٌك في نعمة واحدة منك .
· لقد لجئت إليك يا الله وقد أحنت ذنوبي وخطايايا ظهري فاأرحمني وخفف عني .
· اللهٌمّ عمق حبك في قلبي وأنظر إليّ نظرة رحمة وحب يارحيم ياحبيبي وأنت ضاحك إلي وراضِ عني .
· اللهٌمّ إني أسألك الشهادة بصدق ومن كل قلبي أسألك ميتة الشهداء .. فمن سيرحمني إن غضبت عليّ وأنت أرحم الراحمين ؟ ومن سيعفو عني بعدك فأنت العفو الكريم ؟ ..
· اللهٌمّ لا تجعلني من المحرومين من حبك وحنانك وبركاتك .. فاإلى من ألجأ إن رفضتني وأنت الذي وسعت كل شيء رحمتة فاأوسعني معهم ؟ ..
· اللهٌمّ لقد حرمتنا النظر إلي رسولك في الدنيا فلا تحرمنا النظر إليه في الآخرة .. وأحمنا من أنفسنا ياالله ومن غرور نفوسنا ولا تجعلني متكبراً .. فإنك لا تحب كل مختالاً فخوراً .. وهب لي من زوجي وذريتي قرة لعيني .. فأغثنا من أنفسنا يالله فأنت أقرب وأحب إليّ من نفسي وأعلم بي مني ياربي وصلي اللهٌمّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
(يارب بارك لي في عمري ياالله ولاتجعله يمضي هباء ، قدرني أن أرفع من شأني وأوهبه لفائدة الإسلام .. يارب قدرني أن أعمل حاجه عظيمة خالده من أجل الإسلام والمسلمين لتزدهر بالمسلمين وترفع شأن الإسلام .. وتثقل ميزاني يوم الدين وترفعني لمنازل المجاهدين والشهداء ولأعلى درجات الرضا الإلهي والجنة .. توكلت عليك نعم المولى ونعم الوكيل .)
والحمد لله رب العالمين
يارب إهديني
نهر

كلمةالاستاذة المستشارة د. نهى الزينى


بروتوكول مرفق بمشروع التخرج


كلمة الروائى الكبير د.علاء الاسوانى المنشورة بكتالوج المعرض

هل بمقدور الانسان على نحو ما أن يتنبأ بمصيره .. ؟
الاجابة طبعا بالنفي .فنحن نعيش ونموت بغير أن نعرف ما سوف يحدث في المستقبل . بل ان الخوف من تقلبات الدهر وغدر الزمان ربما شكل الرعب الأكبر للانسان منذ بدء الخليقة .وبالرغم من هذه الحقيقة فأنا على يقين أن بعض الناس قد أوتوا القدرة على الاحساس بما سوف يحدث لهم في المستقبل . ألحت على هذه الفكرة وأنا أطالع اللوحات الجميلة التى أبدعتها ريشة الفنانة الشهيدة نهر أسامة البحر . اللوحات التى رسمتها تنم عن موهبة تشكيلية أصيلة وخارقة ، لكنها أيضا تعكس قلقا كونيا وتطرح أسئلة عن الوجود.. الوجوه التى أبدعتها ريشة نهر البحر ، على روعتها ودقة ملامحها ، تعكس جميعا أرواحا قلقة وأذهانا متوجسة منهكة . البشر في لوحات نهر البحر جميعا يبدون وكأنهم يعانون من هم ثقيل جاثم لا قبل لهم به ، وكأنهم يحاولون عبثا أن يهربوا بنظراتهم الحزينة من مواجهة قدر يتربص بهم بقسوة بينما هم لايملكون الا الاذعان له .. .. وفي أحد الاسكتشات الرائعة يطالعنا وجه امرأة يفيض بالألم الانساني بينما تتساءل .. هل يدوم هذا العذاب الى الأبد .؟ تساءلت وأنا أطالع اللوحات : كيف عرفت نهر كل هذه الآلام ..؟ أين التقت بهؤلاء البؤساء الذين تحفل بهم لوحاتها . انها ابنة الطبقة المتوسطة العليا وقد عاشت دائما حياة رغدة في أسرة سعيدة تكاد تكون بلا هموم . بين أب مثقف فنان وأم محبة وظروف اجتماعية واقتصادية مريحة . فكيف تسرب هذا القلق الى وجدان هذه الفتاة التى لم تعرف الشقاء أو البؤس في حياتها . أين تعرفت نهر الى الحزن ؟.هل كانت تدرك في أعماق قلبها أن حياتها قصيرة . وأن القدر يدخر لها ذلك المصير .ظل السؤال يراودنى حتى قرأت النصوص القليلة التى سجلت فيها خواطرها فتأكد ظني . لقد كتبت نهر بخط يدها :.
." ان الجسد ، الذي تلح علينا غرائزه وشهواته ، ما هو الا سجن يحيط بالروح ويكاد يخنقها ، ان هذا الجسد مهما بدا صلبا لكنه لايلبث أن يتهاوي لتنطلق الروح الى النور الأزلي ..الى الحقيقة الأولى ".
أليس غريبا أن تنشغل فتاة في العشرينيات بتأمل أسرار الموت والحياة ...؟ أستطيع أن أؤكد الآن أن الشهيدة نهر أسامة البحر لم تكن مجرد فنانة شابة موهوبة . بل ان الله سبحانه وتعالى قد وهبها درجة من الشفافية والنقاء استطاعت بها أن تستشرف آفاق حياتها القصيرة . كانت تحس على نحو غامض مؤكد ، بأنها لا تنتمي الى عالمنا وأنها لن تبقى بيننا طويلا . لم يكن يشغلها كل ما يلهث الناس ويتصارعون لتحقيقه من مجد ومال وشهرة . كانت تعلم أنها زائرة وأن الزيارة قصيرة .
وكأنها بكل ما تحمله من رقة ونقاء وبراءة لم تكن لتستطيع أن تتحمل طويلا كل هذا القبح والكذب والنفاق والشر . و قد حاولت بفنها أن تسجل دهشتها الملائكية ، حاولت أن تطلعنا في مرآة الابداع على صورتنا ، لنرى كيف نتحول في صراعنا اليومي البائس من أجل المصالح الصغيرة الى كائنات كابوسية قبيحة وشريرة .. لقد انتهت زيارة نهر الى عالمنا وكان لابد أن تعود من حيث أتت . والحق أننا بوفاتها لم نفقد فقط ابنة ولاصديقة ولا فنانة موهوبة . انما فقدنا شخصية متفردة في انسانيتها ورقتها . لقد تعلمنا من حياة نهر القصيرة وابداعها المدهش ..أن الحدس أقوى من الادراك ، والموهبة أقوى من التلقين والبصيرة أقوى من البصر والقلب أقوى من العقل والفن أقوى من الموت . وتعلمنا من موتها أن المصريين جميعا يعيشون بالصدفة ويموتون أيضا بالصدفة . لقد أفقنا بموتها المفاجيء على الحقيقة المفرطة في القسوة .. اننا نعيش في بلاد محتلة ..مصر بلد خاضع لاحتلال الطغيان الفاسد ، الذي يجثم على أنفاس المصريين وينهبهم ويقمعهم ويحرمهم من حقهم في الحياة الكريمة وقد يقتلهم في أية لحظة كما حدث للشهيدة نهر .
كل هذه المعاني جسدتها نهر بحياتها وابداعها وموتها .
ليست هذه كلمة تأبين وانما باقة ورد أقدمها الى الشهيدة نهر أسامة البحر ، أنا واثق أنها تسمعنا وترانا ، بعد أن تحررت من سجن الجسد وذهبت الى حيث النور والحقيقة ، كما كتبت ذات مرة . .
سلام عليك يانهر الجميلة ..
طبت حيثما كنت وقبلة من المحبة الخالصة على جبينك الوضاء حتى نلتقي .

كلمة العم الفنان التشكيلى الكبير الاستاذ/ ثروت البحر المنشورة بكتالوج المعرض

حين كان أسامة البحر فى عمر ابنته الراحلة نهر... قرأ لى إحدى كتاباته المبكرة كفنان ومفكر واعد بعنوان ( الرحلة)... عن فتى قرر اقتحام الغابة فحمل معه من المعدات و الأسلحة الكثير جدا ...ولم يستطع الحركة لكثرة ما حمله حيث تغلبت عليه الإستعدادات ووفرتها ... تذكرت حكمة أسامة المبكرة و العميقة وأنا أقرأ مقولة هربرت ريد (كلما حاول أحد أن يزيد وعيه بالثقافة تقل قدرته على إنتاجها).
طالعت ذلك فى البداية مع الجد محمد البحر و بعده أسامة وحتى مولد نهرنا الغالية... التى جاءت مثلنا جميعا... على حافة الشعر والفن والطبيعة الفطرية (التى كانت اقرب لبرائتها وملائكيتها)... ثم الإنسان و الحياة و الموت كشهيدة ايضا ...كل ذلك متسق مع روح الطبيعة...املا فى ان يصبح هذا النظام فى المجتمع واقعا حيا نعيشه... وهنا تأتى المعاناه و الحيرة...، كيف تكون طبيعيا فى مناخ وعالم غير طبيعى و فيه فساد كبير .
وجاءت مفاجأة رحيلها المبكر كمأساه أدمت قلوبنا جميعا ... والذى واجهه أسامة البحر ببسالة ونبل وسمو... خليق بفنان وإنسان حقيقى... فليس الفنان نوعا خاصا من الناس لكن الإنسان هو نوع خاص من الفنانين .
جاء رحيل الأسرة كلها ايضا مأساويا وغير طبيعى بكل المقاييس... مؤكدا من جديد أنه من الصعب أن تعيش طبيعيا وجميلا فى واقع غير طبيعى وغير جميل... بل حتى بات فاسدا... وهنا قد يصبح موتك كشهيد (ان كنت جميلا بقدر يراه الله كافيا) هو الحل... لذلك قالت الجدات( الله يجازيك يا موت يا عريس الحلوين).
كانت نهر فنانة تعيش الثقافة والرقى... ، حلوة النفس والحضور...حلوة الهمس والسكوت ...وحتى فى غيابها... نحتفل الان جميعا بهذا الغياب... وعطر حضورها العذب يفوح بكل هذا الحب... كوردة قد تذبل أو تموت... ولكن يبقى عبقها فى حياتنا... يضوع دوما برسالة سامية... تجسد قيما راقية و ذكرى أبدا لا تموت .،،،
ثروت البحر

كلمة ا.د. ريم حسن مشرفة على رسالة الماجستير بكتالوج المعرض




كلمة ا.د. عادل السيوى بكتالوج المعرض

زمن البراءة
"كل دورة حياة مهما كانت قصيرة.. هى نفسها دورة حياة الوجود"
كتبت نهر هذه الكلمات الحاسمة ببساطة محيرة وكأنها ترى بعينيها تلك المدارات الخفية التى تربط أى تجربة مهما كانت مختصرة بحركة الكون ودوراته الخالدة. وها نحن نقف الأن، تحت وطأة أكثر أشكال الغياب ايلاما لنتأمل ما تركته لنا من مشاهد وكلمات ،لا يمكن ان تفلت نظرتنا بأى حال من وقع رحيلها المباغت علينا ، وكما كانت شهرزاد تحكى لتفادى الموت، تصبح الحكاية هنا أيضا مشدودة كوتر.
لاتأخذنا أعمال الفنانة نهر فى طريق بعينه، ولسنابصدد تقييمها فنيا، لأنها تضم تخطيطات تمهيدية وتمارين ودروسا أكاديمية ، ومحاولات أولية لامتلاك لغة خاصة وتجارب مع الوسائط المعاصرة شجاعة رغم ندرتها.
تتحرك هذه الاعمال فى اتجاهات عدة ربما نميز بينها مسارين كبيرين ، الأول يعكس الرغبة فى التجاوز والخروج على الأطر ، وتكشف فيه الفنانة عن انحيازها للكائنات الهشة والعابرة التى لاتصنع اقدارها : الحشرة، الفراشة،الدمية، والثانى ينحاز العكس الى الثبات والبنائية والرصانة والتماسك ، وتأكيد الذات ، كما فى المرأة الحمراء، وفيه تبنى الفنانة الجسد الأنثوى ككتلة صريحة مشدودة تهيمن بأقواسها الرصينة على فراغ اللوحة ، وقد يتزامن المساران معا فى عمل واحد ، كلحظة القراءة فتلك الفتاة الجالسة بثقة ، وذلك المحور المشدودما بين العين والكتاب يجسدان معا رصانة بنائية ، ولكن التقطيع المتوتر لسطح العمل يقتحم تلك اللحظة المتسقة ، كحركة مضادة تشعل السطح و تربكه ، وكأن الفنانة تريد الاحتفاظ بقوة البناء وتجاوزه معا .
سأتوقف أخيرا أمام رسم لنهر أحببته كثيرا، وهو تخطيط سريع للنوم فى ثلاثة أوضاع ، من الجسد المتمدد بكامله الى نصف المضجع الى النوم جلوسا ، انما أجساد نائمة لا تمثل النعاس و إنما تعيشه من الداخل و تنشره حولها. أجسام رسمت وهى تتهاوى أمام سلطان النوم. فى هذا الرسم تكشف نهر روح فنانة مرهفة ، تسرب عبر جسد النائم حالة النعاس نفسها.

"البراءة ترى الحقيقة أسرع وأوضح فتنتج الجمال الأرقى"
جمال البراءة أرقى كما كتبت نهر بنفسها ، وربما هو أكثر سطوعا لأنه لا يختلط بأى ظل من التردد أو حسابات الموائمة ، لقد كبرت نهر بيننا ، نحن الذين اعتدنا التساكن مع الظلال والعتمة بل ومع السواد نفسه ، ثم تركتنا كضوء منفلت نشتهيه ولا نمسكه ، كشأن جمال البدايات كلها .... فى أعمال نهر اطلالة أولى للبراءة ، مختصرة ولافتة ..... كومضة.

د. عادل السيوى

كلمة ا. د. حسن نذير رئيس جامعة الاسكندرية بكتالوج المعرض




كلمة ا.د. محمود عنايت عميد كلية فنون جميلة بكتالوج المعرض








كلمة ا. د. محمد شاكر عميد الكلية السابق ومشرف على رسالة الماجستير بكتالوج المعرض




كلمة ا. د. فاروق وهبة بكتالوج المعرض



كلمة ا. د. مصطفى عبد المعطى بكتالوج المعرض



Wednesday 6 August 2008

كلمة الفنانة التشكيلية د. رشا العجرودى المنشورة بكتالوج المعرض

نهر العطاء...
جميلة رقيقة... تفيض دفءا وعطاءا
رقيقة الحاشية
تعرفها من صوتها الحنون وهى تتحدث بحب
حساسة مرهفة المشاعر
سريعة الفرح وسريعة الغضب
.....................................
احاسيسها الرفيعة أول قضاتها وأصلحهم
تؤمن بحدسها بقدر ما تؤمن بربها
فهى فنانة بكل المقاييس
صوتها الحنون لا يعلو إلا بكل ما هو جميل
ذكية ،لماحة تشع بالحنان والدفء
....................................
أفتقد الكلمات وأنا أستحضر صورتها
عرفتها طالبة وعرفتها زميله عمل
أمتلكت قلبا كالنبع الصافى تحمله بين يديها عفو الخاطر
وتقدمه فواحا بالحب لكل من حولها
ولا تكف عن ذكر الله ، بفيض من خشوع وتبتل.
.....................................................
.....................................................
ملاكا كانت بالحب تحيا بيننا
عزائنا أنها ترفل الأن فى ملكوت الرحمن

د.رشا العجرودى

اجندة الاسكندرية - دورية شهرية - ا/ احمد عصمت








Tuesday 5 August 2008

كلمة الروائى الدكتور / احمد خالد توفيق

شكرًا على موقع المدونة الذي أعطيته لي يا أستاذ أسامة .. المشاعر وما أريد قوله أكبر من أية كلمات عندي، لكني متأكد أنهن في نعيم مقيم بإذن الله وأن زهرتيك فخورتان جدًا بأبيهما، الذي حول مصيبته الشخصية إلى مصيبة وطن كامل ينهار على ما فيه من زهرات ..

د. أحمد خالد توفيق

كلمة الروائية الاستاذه / أميمة عز الدين

لا اذكر انى قرأت او رأيت انسانا حول همه الخاص , الذى يوجع القلب الى هم عام يبحث عن النور ليمنحه للاخرين ويجعل نسمات الامل والمودة رأسماله فى تلك الحياة الدنيا الى مهما طالت فهى حتما قصيرةانا لله وانا اليه راجعونالاستاذ اسامة استوعبها وفهمها وصبر واحتسب لانه يعلم ان الله رحمن رحيم استرد وديعته وسبحان الله الذى لا تضيع ودائعهندعو الله ان يلحقنا بهم ويجعلنا من اصحاب اليمينهن ملائكة او اشبه بالملائكة فى سيرتهن ورسمهن اللهم ارحمهن وارحمنا ولا تجعل من كان سببا فى تلك المصيبة يهنأ او ترى جفونه النوم والسكينةاللهم انصرنا على القوم الظالمين

اميمة عز الدين

Monday 28 July 2008

كلمة الأستاذة الهام حامد

بسم الله الرحمن الرحيم

إلي ابنتي نهر : التي لم أراها : أقول :-

الزهور النادرة قصيرة العمر دائما لكنه يعوض قصر عمرها أن ما تنشره من أريج في الجو المحيط بها خلال حياتها الخاطفة يبقي إثره وذكراه الجميلة لفترة طويلة في النفوس ....... وكذالك يفعل البشر الذين يمرون بالحياة كالطيف العابر فلا يطول مقامهم فيها ولكن جمال عشرتهم وسمو أرواحهم يخلف وراءهم ابلغ الأثر في من عرفوهم واقتربوا منهم ........
ولشدة ما ألمني أني لم أعرفك إلا بعد الرحيل فما بالك بمن عرفك واقترب منك فهو أولي بالرثاء ......... فإن كثير من ألام الإنسان إنما يرجع إلي عجزه عن فهم أسرار الحكمة الإلهية وراء بعض تصاريف القدر!!!!!

( فلله الحكمة ............ ولنا الألم )

ولأخي أسامه والد الشهداء : الصابر .. المحتسب .. الناجح إن شاء الله وبإذنه في هذا الابتلاء ... أقول :-
من كان لك في الدنيا سرورا فد أصبح لك في الاخره أجرا عظيما
فعطاء الله في منعه ...... ومنعه في عطائه ..... ولان كل شي يتغير إلا الأمس الذي إلا نملك للأسف تغيره فإنه إلا يبقي لنا إلا الأمل في الحاضر والمستقبل ونحاول تهوين واحتمال ألامنا متلمسين العزاء في ذلك أن من نحبهم حقا لا يرحلون عنا ..... أبدا

وأخيرا ...... لمن يهمه الأمر !!!! أقول :-
انتهزوا فرصة الأيام فإنها لا تطول و املئوا عيونكم من وجوه الأحباب والأعزاء فلعلكم لا ترونها بعد حين فغدا تصل السفينة إلي مرفئها الأخير ويتفرق الركاب ........ فلا تتعجلوا الفراق .........
فهو آت ...... آت!!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهام حامد

Friday 25 July 2008

Friday 11 July 2008

كلمة الشاعر الكبيرالأستاذ/ عبد الرحمن يوسف


الأخ الفاضل المهندس أسامة البحر ...
في قلبك من الحب ما لو فـُـرِّقَ على الدنيا لكفاها ...
يعالج الناس أحزانهم بالنسيان ... و أنت تعالجه بالحب ...
الشهادة منزلة ... يعطيها الله لمن يشاء من عباده
و كأني ألمح دعاءك أنت و جميع المحبين يدخل من أوسع أبواب الرحمة ، ليتقبل
الله الراحلين في موكب الشهداء ...
لك حبي و تقديري
عبدالرحمن يوسف

كلمة الأستاذ/ حامد عبد الحميد

بسم الله الرحمن الرحيم
الرائعون كالأحجار الكريمة .. لا نصنعهم ولكن نبحث عنهم ونكتشفهم
ولقد اكتشفت ثلاث جواهر .. أم فاضلة حملت وأنجبت وربت فأحسنت
لجوهرتان ثمينتان .. غاليتان .. نهر وندي ولكن اكتشافي كان بعد فوات الأوان
ولا أجد كلمات ارثيهم بها أحسن من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم
( كلكم ستموتون و إنما يعجل بخياركم ( صدقت يا رسول الله
اللهم طيب ثراهم .. ومد في قبرهم مد بصرهم وأبدلهم أهلا خيرا من أهلهم ودارا خيرا من دارهم اللهم لا تفتنا بعدهم ولا تحرمنا أجرهم .. وألحقنا بهم في الفردوس الأعلى مع الشهداء والنبيين والصديقين يا أكرم الأكرمين
اللهم ألهم أباهم صبرا لا ينفذ
وأصبغ عليه نهرا من الحب في الدنيا لا ينضب وبلل وجهه بندي من الجنة حين يلقاك وحقق مناه في الدنيا والاخره وثبته علي صراطك المستقيم وطريقك القويم
أمين أمين أمين
حامد عبد الحميد

كلمة الكاتب محسن الغمري

قال العليم الحكيم : المال والبنون زينة الحياة الدنيا …


لا أدري ماذا يمكن أن أكتب لك أيها الإنسان العزيز، وبماذا ستفيدك كلماتي وهي ليست إلا كلمات قليلة عاجزة عن أي فعل.زرفت العين دمعًا، وأعتصر القلب حزنًا، ليس فقط لمصابك، وفقدك زينة حياتك الدنيا، لكن أيضًا لمُصَابنا نحن الذين فقدنا طعم الحياة، وفقدنا الإحساس بآدميتنا. ما حدث ويحدث كل يوم في ظل من لا يبالي بكيف نعيش؟ ولا من ماذا نعاني ؟أمات حلمًا بغد أفضل. أماتوا الأمل : تارة موءودًا تحت ركام صروح غشهم المنهار فوق رؤوسنا، وتارة أخرى أغرقوه في بحار فسادهم، وثالثة أحروقًه في شراكهم الثقافية التي نصبت لإبادتنا، ورابعة أزهقوا روحه مدهوسا تحت عجلات قطار جشعهم الذي لا يُعرف له محطة نهاية. عزاؤك فيهن يا عزيزي إنهم - إنشاء الله- مع الشهداء و الأبرار، أما نحن فلا عزاء لنا، سنظل نعاني جهنم التي سعروها - من تكالبهم على حياةٍ لو يعلموا زائلة - لنكف عن أثارة قلاقل يدعون أنها تقض راحتهم، فلا يستمتعون بحكمهم لنا، فحق علينا العقاب.. !

محسن الغمري القاهرة 21 يونيو 2008-06-21

كلمة : مستر روبرت خورى

Dear Miss Shaimaa Zaher,

I have learned about your kind and compassionate support to this very sad and tragic event from My friend and dearest colleague Engineer Ousama Al Bahr , and I would like to post some words of sorrow and condolences on the special blog created for this very sad tragedy that took the whole family of Engineer Al Bahr , along the lines below

I would very much appreciate Miss Shaimaa your support and guidance how to put these in a much better way and words to express my real feelings of sorrow for this great man , so full of love and grace despite this unimaginable accident . Any feed back for corrections, improvements, modifications, etc anything you would propose in order to put this in the right scope of things will be very very highly appreciated

“”””””
It was a very sad and dark day for me when I heard about the Shocking news about the tragic event that took the precious lives of the lovely family of my dearest friend and colleague Engineer Ousama Al Bahr , and could find no word to express to him my condolence about the great loss of his wife Mrs Mona, and his two flowers Nahr and Nada.

It is in these most difficult dark moments that the mighty God shines his light and gives the strength to this brave father with his loving heart and calm transparency, and fills him with strength and hope as he knows that they are now resting in a better place full of eternal light and hope

May God give his blessed flowers everlasting peace, and may give my dearest Engineer Osama Al Bahr the patience and strength to cope with this tragedy in his own way about the loss of his great treasure

“”””””

Robert Khouri
Special friend and very close long time colleague of Mr Engineer Ousama Al

كان يوما حزينا مظلما بالنسبة لى عندما سمعت بالاخبار الصادمة عن الحادث المأساوى الذى أودى بالحياه الغالية للاسرة الجميلة... لواحد من اعز اصدقائى المهندس أسامة البحر.
لا أستطيع ان اجد الكلمات المناسبة للتعزية أو التعبير عن حزنى لخسارته الكبرى لزوجته السيده/ منى وزهرتيه نهر وندى.
إنها اللحظات السوداء الاصعب فى حياة هذا الرجل العظيم ...وأتمنى من الله القدير أن يضئ حياته و يمد هذا الاب الشجاع بالقوة ... ويطمئن قلبه المحب الشفاف... بالسكينة ...ويملاه بالامل وأتمنى كما يعرف هو بأنهم الآن فى المكان الأرقى حيث النورالابدى والامل.
يإلهى ... إعط زهراته الثلاث البركة والسلام الدائم وإعط أعز اصدقائى المهندس أسامة البحر الصبر والقوة لمواجهة هذه االدراما الذى خسر بها كنزه الغالى.

روبرت خورى
صديق مقرب جدا وأثير منذ وقت طويل
للمهندس/ أسامة البحر

الأهرام: افتتاح معرض الفنانة نهر شهيدة عمارة لوران بالأسكندرية

الخميس الثالث من يوليو 2008

يمكنك التكبير بضغطتين كليك شمال

كتب د/ سامى البلشي بمجلة الإذاعة والتلفزيون





كتبت ا/ حنان المصرى فى الأهرام العربى








كتب الاستاذ اسامة عفيفي فى صحيفة الموقف العربى:ـ


يمكنك التكبير بضغطتين كليك شمال

كتبت الاستاذة زينب حسن فى صحيفة الكرامة : ـ


يمكنك التكبير بضغطتين كليك شمال

الأخبار: نهر الجمال..تتحدى أنقاض عمارة لوران



يمكنك التكبير بضغطتين كليك شمال

الوفد: معرض نهر ضحية عمارة لوران




يمكنك التكبير بضغطتين كليك شمال

في آخر ساعة: ضحايا لوران يقاومون أحزانهم بالفن

يمكنك التكبير بضغطتين كليك شمال

القاهرة: تقام يوم 26 يونيو احتفالية هائلة بقاعات عرض اتيليه الاسكندرية




يمكنك التكبير بضغطتين كليك شمال

أخبار الأدب : معرض شامل لفنانة عمارة لوران المنهارة

يمكنك التكبير بضغطتين كليك شمال

الكرامة:26 يونيو.. معرض لأعمال نهر البحر .. ضحية عمارة لوران



يمكنك التكبير بضغطتين كليك شمال

كلمة الأستاذ / اسامة البحر بافتتاح معرض ابنته الشهيدة الفنانة نهر

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات و السادة / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... شكرا لحضوركم وأهلا بكم
ايها الأحباب ... هذه ليست مناسبه للحزن ... ولكنها مناسبة للحب .
نعم ... أرجو من حضراتكم ألا نعتبر هذا اللقاء مناسبة للحزن الذى قد لا يكون هناك مهرب منه ... فنحن فى النهاية بشر ... وإنما أدعوكم وأدعو نفسى قبلكم بالتسامى على الأحزان ... وأن نجعلها مناسبة للحب والامل والعطاء للحياه من حولنا ... مناسبة لإستدعاء كل القيم والمعانى الجميلة والنبيلة التى أصبحنا نفتقدها أخيرا بعد أن كادت أن تختفى للأسف من حياتنا .
ايها الاخوه دعونا نضرب مثلا و نجعلها مناسبة لإحياء الأمل فى القلوب والعودة إلى تمثل قيم الحق والخير والجمال ... بمزيد من تعميق إيماننا بالله و عبادته بمزيد من الإقتراب اكثر من قلوب الآخرين وفى الحقيقة ...وفى رأيى ببساطة إن هؤلاء الآخرين هم الوطن ... فدعونا نقترب اكثر منهم... مشاعرهم ...أفراحهم وأحزانهم ...آمالهم وإحتياجاتهم المشروعة كلما إستطعنا ... فهذا هو أساس الإيمان الحق بالله وبالوطن وذلك بنص الحديث الشريف ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
حقا أيها الأخوة ... ما أوضح المعنى وأعمق بلاغه هذه العبارة بكلماتها السهله البسيطة ...ولكن ما أصعب المهمة!!... لكونها حقيقه يمكن فقط للنفس السويه أن تختبرها فى أعماقها ... وإن استطاع أحدنا أحيانا أو أراد لعجزه أو ضعف إيمانه أن يخدع نفسه ... فهو أبدا لن يخدع الله ... وإنما نحن أحيانا ما نهرب من دفع تكلفة الإيمان الحقيقى والجهاد الأكبر من جهدنا ووقتنا وما لنا.
أيها الأخوه ... دعونا نقترب أكثر من جوهر الدين وكل الأديان لها جوهر واحد وكلها طرق مختلفة للوصول الى الله الواحد بالفهم الاعمق والقراءة الصحيحة لها ... ومنها القرآن العظيم والسنه الشريفة والانجيل وأقوال السيد المسيح عليه السلام بأهمية عدم الاكتفاء بالمظهر الخارجى فقط وإن كان مهما... ولكنه يظل ليس كافيا ... وهكذا فشروط الإيمان واضحة وبسيطة وفى متناول الجميع فلا كهنوت فى الاسلام حيث علاقة الانسان بربه مباشرة وهى بالحق تصبح هى الجهاد الاكبر ... جهاد النفس و القدرة على حب الآخرين وأن يكون لهم مكانا فى حياتنا ...وأيضا يتكرر نفس المعنى فى حديث شريف آخر
( إن مشى أحدكم فى حاجة أخيه ساعة خير من 100صلاه فى مسجدى هذا).

السيدات والسادة
إننا حقا مسلمين ومسيحيين و يهود وغير ذلك من أديان أخرى جميعا نصلى ونصوم ونقيم الشعائر والطقوس التى أمر بها الرب ... وهذا حق واجب و بدونه يظل الإيمان ناقصا وبنص الحديث الشريف والشرط والمقياس هنا واضح وقاطع كما ذكرت ...ولكن كيف يتم هذا ... الاجابه أيضا واضحة لمن يرغب حقا فى أن يكون إيمانه صادقا غير منقوص وذلك بالحب الذى يصدقه العمل والتضحيه ببعض الوقت والجهد والمال من أجل الاخرين ... ولا يجب أن نتقاعس ونركن للدعه و الكسل او حب النفس اكثر من اللازم بالانانية و نقول اننى واولادى أولى بهذا ... وإن كان هذا أيضا حق و لكنه يظل حق فى حدود ... لأن الآخرين أيضا هم بمثابه اولادك وعباد الله الذين لم يخلقهم حولك عبثا... فأنت لم تكن تقدرأن تعيش وحدك بدونهم فى هذه الحياه وإنما نحن ننسى بل أحيانا قد لا نرى.

وأكاد أجزم بأن ابنتى الشهيدة نهر الخير والعطاء كانت تطلب الشهادة من الله و هى تدعوه فى ابتهالاتها أن يغفر لها و
قد استجاب لدعائها أخيرا وقد كانت صادقة فى رؤيتها عن هول ما كانت تعيه من تكلفة الايمان الصادق بجوهر الدين حيث كانت ترى أنها مهما فعلت وضحت ...فستظل مقصره مهما قدمت من حب و تسامح ورعاية لليتامى والمحتاجين.
وكانت صديقتى قبل أن تكون إبنتى ... وأكاد أسترجع احاديثها الممتدة عبر صداقتنا الممتدة حتى الان عندما اتخيلها تقول لى فى أوقات هدوئى وصفائى وإنسحابى قليلا فى وحدتى للقاءها بعد الغياب برغم وجودها الان فى الجنه و انا هنا بينكم ...اتخيلها تقول لى:
· لا اعرف كيف اصف لك يا ابى سعادتى وأنا احيا الحقيقه بعد أن أفاقنى الله برحمته من أوهام دنيا عبرت وإنقضت ... لقد وجدت كل ما إتفقنا عليه هو الحق ... و لكن تظل حقيقة أن قصور الانسان على أن يفعل الصواب هو المشكله وأن البشر مكبلون بقدرتهم على أن يقعوا فى الخطأ لنقص إيمانهم ... فكلنا يا أبى ننتظر أن يحبنا الآخرين و يقدمون لنا ما نطلب و لكن لا أحد يسأل نفسه ... هل هو أصلا يحبهم بنفس القدر ... وماذا قدم لهم؟!
كلنا يا أبى ننظر لما فى أيدى الآخرين و الصحيح أن ننظر الى ما فى أيدينا نحن لنرى ما أعطانا الله ونحمده و نشكر فضله و هذه عباده وعلامه من علامات الايمان .
أيها الاخوه ... كان وما زال بينى و بين نهر الكثير فالاجساد تفنى و لكن الارواح خالدة تبقى لتتلاقى على الحب ... ويملأنى يقين داخلى أجهل مصدره بأنها تطالبنى قائله:
يا أبى إن الله يريد بك شيئا من أجلنا فقم به وأتمه قبل أن القاك قريبا حسب مشيئته ... فحكمته خافيه حقا ... و لكن هناك علاماته و أماراته و إشاراته منظوره لكل من حافظ على قلبه نقيا ليصبح قريبا منه ... والى أن يفنى فيه أخيرا.
ايها الاخوه ...وأنا اليوم امامكم وهى تسمعنا و ترانا الآن أقول لها ...يا نهر الحب يا ابنتى يا حبة قلبى ونور عينى نهرالعطاء هأنذا الآن أفعل يا حبيبتى...ولن اطيل عليكم و سأسجل كل هذا وفى مذكرات أكتبها وكنت أنت الوحيده يا نهر الخير التى تضطلع على أجزاء منها وآمل أن تنشر بنهاية هذا العام ومع إنتقال هذا المعرض الى القاهرة فى ذكراهم السنوية القادمه بالتزامن مع إصدار الاحكام فى القضية و أتمنى ان يكون لكل هذا بعض الفائدة

أما الآن فأرجوكم مرة أخرى أن نجعلها مناسبة للحب و الامل و العمل ... فكما أن الشجاعة فى تعريفها هى ( استكمال المهمة رغم الخوف الطبيعى) فأن الشجاعة والايمان أيضا أن نتمسك بالامل الباقى رغم الاحزان حتى لو كان لا مهرب منها ويحضرنى هنا معنى الحديث الشريف بأنه (لو قامت القيامة وكان بيد احدكم فسيله فليغرسها)... و لن أنسى أبدا و لن يمحى من ذاكرتى مهما حييت... ذلك اليوم فى الرابع و العشرين من ديسمبر الماضى الذى مر وكأنه يوم القيامة بالنسبة لى ... وفى تلك اللحظة نفسها قررت أن أغرس كل ما بيدى من فسائل وأن أعمل من اجل تكريم ذكرى هؤلاء الشهداء ... زوجتى الحبيبة و رفيقة عمرى السيدة العظيمة منى و إبنتى نهر وندى كمثل يضرب للآخرين من خلال بعض الاجراءات العملية والانجازات المتواضعة ...ومنها إقامة موقع خاص بهم كمدونة على شبكة الانترنت ...وقصدت به أن يكون منبرا للأحباب و لكل الناس للتعبير عن الحب واكتشاف المواهب والجوانب المضيئة فى حياتنا و أن تكون شمعة صغيرة نوقدها جميعا فى مواجهة الظلام بدلا من الاكتفاء السلبى فقط بأن نلعنه ...ومن خلالها أتابع رصد كل تطورات التحقيقات و مقابلة المسئولين على أعلى المستويات فى مكتب النائب العام بالقاهرة حتى تم أخيرا إنعقاد اولى جلسات المحاكمة للمتهمين يوم السبت الماضى 21/6 ومن العلامات التى لا يخطئها قلبى والتى جاءت بترتيب من الله و مشيئته أن يتم هذا فى نفس الاسبوع بالتزامن مع إقامة هذا المعرض اليوم فى 26-6 و ذلك حتى ينال المتسببين عن هذه المأساه عقابهم على يد قضاءنا العادل الذى اثق فى نزاهته ...وليست هذه رغبه منى فى الانتقام أو التشفى فلن يعوضنى شيئ عن مصابى إلا رضى الله عنى و لكن فقط حتى يكونوا عبره لغيرهم و كى لا تتكرر هذه المأساه للاخرين و حتى يكون لدم الشهداء ثمن ولكم فى القصاص حياه يا ألو الالباب

ايها الاخوه ... اليوم و نحن هنا فى مناسبة تكريم ذكراهم من خلال استعراض اعمال الفنانة الشهيدة نهر فى هذا المعرض و كأنها عروس الاسكندرية العذراء التى زفت الى السماء ...أعلن الأن باننا سوف نغرس جميعا فسيله جديدة بناءة ... أدعوكم للاشتراك معى فى رعايتها و نموها مع الايام فى مجال عمل الخير للجميع كما كانت رغبتهم ورغبة نهر قبل الرحيل ...وسوف يعلن عن تفاصيل ذلك الدكتور محمود رشدى بعد قليل وتتمثل فى إنشاء جمعية خيرية لشهداء لوران بإسم (منى نهر الندى من أجل مسكن آمن للجميع).

وأختم كلمتى بعبارة أحببتها من كل قلبى للسيد المسيح عليه السلام وهى:
(لا يقدر أحدكم أن يخدم سيدين فى وقت واحد...لا يقدر احدكم أن يخدم الله والمال فى وقت واحد)
وأيضا عبارة أخرى هى جوهر فلسفتى فى الحياه وهى :
(ماذا يفيد الانسان لو كسب العالم وخسر نفسه)

ايها الاخوه هذه دعوه للحب و للايمان الصادق الصحيح و دعوه لأن نكسب أنفسنا ...وألا نخسر هذا العالم أيضا ...وأن ندفع ثمن ذلك بشجاعة والسلام عليكم .
اسامة البحر
26-6-2008

Saturday 28 June 2008

وداعا ايها الوجه الملائكى

وداعا ايها الوجه الملائكي
Displaying the only post.
Post #1
Shreen wroteon June 28, 2008 at 1:40pm
تغطية: شرين منصورعلاء الاسوانى بالاسكندرية :ان المصريين يعيشون بالصدفة ويموتون ايضا بالصدفة..... فاالى متى؟وداعا عذرا ء الاسكندرية الصغيرة ... نهر اسامة البحر ذكريات لن تموت(اللهم إنى أسألك الشهادة بصدق و من كل شئ أسألك ميتة الشهداء...تلك كانت دعوة نهراسامة البحر عذراء الاسكندرية الصغيرة التى كانت مدونة في احدى كتاباتها الابتهالية ، دعتها واستجاب الخالق لدعواها ، نهر و ندى اسامة البحر ووالدتهما السيدة منى ما هى الا اسرة بسيطة راحت جميعها نتيجة الاهمال والفساد العارم في مجتمعنا الذي اصبح مثل الاخطبوط ، تلك الاسرة التى شاء القدر ان يبعد رب اسرتها المهندس أسامة البحرعن الاسكندرية لينقل لنا نتائج الاستهتار والفوضى التى ادت الى انهيار اسر بأكملها كانت من ضمنها اسرة البحر التى قامت بتعرية وجه خالى من أي ملامح انسانية يرتدى قناع مزيف مكتوب عليه الاهتمام بالشعب ومشاكله ولا للرشاوى وايقاف كل مهمل الا ان هذا القناع لم يدم طويلا فقد انهار مع انهيار عمارة لوران يوم 24/12/2007.أقام المهندس والد الشهيدات معرضا بأتلييه الاسكندرية تخليدا لذكرى الفنانة الصغيرة التى لم يستطع الشعب السكندري معرفتها عن قرب الا بعد وفاتها ، حيث قام والدها بجمع لوحاتها الفنية اثناء فترة الدراسة ومشاريع تخرجها ، بالاضافة الى صورها الشخصية والشهادات التى حصلت عليها من كلية الفنون الجميلة والتى شملت شهادة التخرج وشهادة تقدير لكونها الطالبة المثالية للكلية..بدأت الندوة بكلمة رب الاسرة بكلمات شكر وامتنان لكل من شارك باقامة المعرض وتنظيمه ومن قام بالحضور خاصة الروائي الكبير الدكتور علاء الاسوانى الذي جاء من القاهرة لكي يشارك صديقه اسامة البحر في المعرض الذي اقامه.وقد اشاد الروائي الكبيرخلال كلمته بان ما حدث لعمارة لوران حدث بفعل فاعل هو الفساد الحكومى الذي يغطى كل مجال ,وباننا قد تعلمنا درسا ان المصريين يعيشون الان بالصدفة ويموتون ايضا بالصدفة وانه لا يوجد أي نوع من النظام في هذا النظام السياسي يهتم بصحة المصريين او حياتهم او مشاكلهم ربما لو كانت مصر محتلة احتلالا اجنبيا لما تدهورت قيمة الانسان المصري الى هذا الحد، اما ان تتدهور قيمة الانسان تحت من يزعمون انهم قد خرجوا من الشعب المصري وانهم على ولائهم فهذه كحقيقة كذبة تضاف الى المأساة ، وان ما حدث في عمارة لوران حدث في عمارات اخرى كثيرة ربما كانت عمارة لوران قد أخذت من الاهتمام الاعلامى نتيجة لموقعها وللطبيعة الاجتماعية للسكان الضحايا، لكن في الريف المصري والمناطق العشوائية والصعيد المصري هناك آلاف ولا أقول عشرات الالوف من الضحايا الذين ماتوا ويموتون كل يوم ضحايا للاهمال والفساد ، وان في مستشفيات مصر كل لحظة شخص يحتضر أو يموت نتيجة للفساد والاهمال ، وفي معاهد الكلى والسرطان ربما هذا هو الرقم الاكبر في الانجاز في النظام المصري هو عدد المصابين بالفشل الكلوى و السرطانات وبالفعل قد تفوقنا على العالم كله في هذه الارقام..على جانب أخر أشار الاسوانى خلال كلمته أن صديقه اسامة استطاع ان يحيل الحزن الخاص الي العام، وانه نجح في تحويل حزنه الى انشطة ووتنظيم لقاءات مثل هذه اللقاء، واحالة الحزن العيمق الى عمل عام ربما يجعل حدوث مثل هذه الكوارث اقل قليلا وذلك من خلال الجمعية التى سيقيمها تحت اسم (جمعية منى نهر الندى) لرعاية شهداء الحكومة المصرية ، ومن خلال ايضا تحركه برفع دعوى ضد المتسببين في الحادث.أما عن كواليس كلمته التى كتبها في نهر اسامة البحر ، انه فقط كان على علم بأنها طالبة في كلية الفنون الجميلة ولم يتوقع مستوى اكثر من طالبة الا انه فوجئ بموهبة قوية ومدهشة وانها استطاعت من خلال الرسوم وضع ملامح في لوحاتها الفنية، واوضح أن نهر هي فتاة الطبقة المتوسطة العليا وانها لا تعانى من أي مشاكل حياتية خلال حياتها القصيرة وانها محبة ، وان البورتريهات الشخصية التى قامت برسمها بها حزن وهواجس وفزع غريب وكأن تلك الوجوه رأت شيئا لا نراه نحن ،وهذا ما قد ظهر خاصة في بورتريه قد رسمته وكتبت بداخله بالانجليزية الى متى هذا العذاب.وعلى هامش الندوة قد تم توجيه سؤال الى الكاتب الكبير حول احتمالية تحويل قصة الشهيدات الى رواية فاجاب ان الروائي يستفيد من كل ما يعيشه من احاسيس وتجارب انسانية الا انه لا ينوى الاستفادة من تلك الحادثة.أما عن كلمة والد الشهيدات كانت تحمل في طياتها مشاعر متضاربة بين حزن دفين وصبر باستطاعته ان يسقط جبال حيث كانت رسالة من والى نهر حيث تخيل والدها انها تقول له لا اعرف كيف اصف لك يا ابي سعادتى وانا اعيش الحقيقة ولقد وجدت كل ما اتفقنا عليه سابقا ، هذا وقد ذكر في كلمته ان المعرض سينتقل الى القاهرة في ذكراه السنوية 24/12/2008 بعد مرور عام وبعد اصدار الاحكام في القضية ، هذا بالاضافة الى اقامة مدونة لمتابعة كل المواهب .أشار الاستاذ محمود رشدي والخبير في ادارة الازمات و المسؤل عن اقامة الجمعية ، ان المهندس اسامة البحر هو نموذج رائع كيف تخرج من الازمة بنتائج ايجابية من خلال اقامة المدونة على الانترنت وانشاء الجمعية ليكون الهدف منها محاربة الفساد ومساعدة المحتاجين وكفالة الايتام ،والتى قام الدكتور محمد شاكر عميد كلية الفنون الجميلة سابقا بتخصيص شقة لتكون مقرا للجمعية.وقد أعربت الاستاذة كريمة الحفناوى الناشطة في حركة كفاية عن حزنها الشديد للحال الذي وصلت اليه مصر واننا بالفعل شهداء الفساد والى متى سنظل ضحايا ونظل لنقدم الكرابين والى متى سنقدم شبابنا وبناتنا .. هذا وقد خانتها دموعها لتذرف لتوضح لنا بشاعة ما نحن فيه . أما عن كلمة الحضور فكانت اهمها وهى كلمة القى بها أحد اصدقاء والدها :ان نهر كانت تقول في بيتها (انا نفسي نموت مع بعض)وبالفعل الا انه كان لابد من ان يبقى اسامة لكى يخلد ذكراها ، كما ان موتها لم يكن بالشئ الغريب لأن الزهور المبدعة دائما تقطف مبكرا فمن منا ينسى وفاة هاشم الرفاعى 26 سنة وسيد درويش 31 سنة.اثقل ميزانى يوم الدين وترفعنى لمنازل المجاهدين والشهداء ولأعلى درجات الرضا الالهى والجنة.. تلك كانت الدعوة التى طلبتها من الله وكانت لك يا عذراء الاسكندرية الصعيرة نهر اسامة البحر هى لن تكون اخر الكرابين التى قدمت للفساد والاهمال والتقاعص عن تحقيق العدالة.. فستظل ذكرى لن تموت.وداعا ايها الوجه الملائكى ...

Monday 16 June 2008

منى نهر الندي- بيان صحفي

تنشغل الإسكندرية الآن بتظاهرة ثقافية محاطة بكثير من الأسى ، وبطل هذه التظاهرة فنانة تشكيلية شابة قضت عليها أيادى الغدر فراحت ضمن أسرة كاملة تحت أنقاض عمارة " لوران " المنهارة بالأسكندرية.
وفى يوم 26 يونيو تقام احتفالية هائلة بقاعات عرض آتيلييه الإسكندرية حيث يفتتح معرض الفنانة الراحلة " نهر أسامة البحر " تعرض فيه أكثر من سبعين عملا ما بين تصوير فنى ورسوم وصور فوتوغرافية لمراحل حياة الراحلة مع أسرتها التى ذهبت أيضا فى نفس الحادث والتى يحب مثقفى الإسكندرية أن يسموها " منى نهر الندى " ومنى هى الأم وندى هى الأخت الصغرى للراحلة نهر البحر.

يحضر الافتتاح لفيف من أدباء وفنانى ومثقفى الإسكندرية رغبه منهم فى تحية روح الراحلة واعتراضا على كل ما يعيق الحياة المستقرة للإنسان.
يفتتح المعرض رئيس جامعة الإسكندرية أ.د/حسن ندير ، وعميد كلية الفنون الجميلة أ.د/محمود عنايت ( حيث كانت الراحلة دارسة فى مرحلة الدراسات العليا ) ويحضر الافتتاح أيضا رئيس أتيليه الإسكندرية أ.د/ محمد رفيق خليل..

وسوف تقام ندوه فى نفس الليلة يشرفها الأستاذ والروائى الكبير د.علاء الاسوانى بالحضور لمناقشة اعمالها وحياتها وسيرتها الذاتية.


قومسيير المعرض
أ.د/ فاروق وهبه

Friday 13 June 2008

معرض لوحات وصور ومتعلقات الشهيدة نهر







الشهيدة "نهر" هي إحدى ضحايا عمارة لوران المنكوبة، والتي كانت تعمل معيدة بكلية الفنون الجميلة وكانت تعتزم السفر لإيطاليا لعرض أعمالها قبل الحادث

نهر ليست الضحية الوحيدة للفساد بل هناك ما يزيد عن ثلاثين شخص آخر...

وإحياء لذكرى الشهيدة نهر، يقام معرض لوحات وصور وكتابات ومتعلقات لأعمال نهر يحضره زملائها وأساتذتها ومحبيها، وسوف يفتتح المغرض الدكتور رئيس جامعة الأسكندرية.

وسوف تقام ندوة في نفس أمسية الاحتفال بالمعرض يشارك فيها الروائي علاء الأسواني وبعض الكتاب والفنانين

والد نهر المهندس أسامة البحر -والذي فقد أسرته بأكملها في الحادث - ذكر إنه سيستمر في المطالبة بحق ضحايا عمارة الأسكندرية... وإنه بعد مطالبات عديدة للنائب العام سيتم عرض القضية أخيرا أمام محكمة جنايات الأسكندرية في الحادي والعشرين من الشهر الحالي، أي قبل أيام من معرض نهر


يقام المعرض يوم الخميس 26 يونيو في السابعة مساء
العنوان:أتيلية الأسكندرية- اتحاد الكتاب والفنانين- 6 شارع فيكتور باسيلي -حي الفراعنة بجوار مبنى المحافظة

ويشرفنا حضوركم

Saturday 7 June 2008

كلمة الكاتبة آمال الميرغني


عرفت الأستاذ أسامة البحر حديثا جدا ، وفي سياق اهتمامه بالأدب واحتفائه بمجموعتي القصصية الذي يأتي ضمن رعايته المخلصة للصالون الثقافي للكاتب علاء الأسواني ، وكانت دهشتي كبيرة عندما عرفت أنه قد فقد حديثا زهراته الثلاث الجميلات في واحدة من مآسي مسلسل حوادثنا العبثية ، ولكن هاهو يقرأ ويتحمس وينتصر للفن الجميل ويجمع شمل الشباب حوله ، ولا شك أنه يقوم بأجمل أنواع المقاومة الإنسانية لهذه الخطوب القمينة بتقويض البشر . ولما كنت لا أملك من كلمات العزاء ما أجده ملائما لمصاب كهذا ، ولا كذلك ما أجده ملائما من كلمات السخط على من يزجون بنا في أهوال كوارث كهذه ، فأرجو أن تكون مساهمتي بإلحاق قصتي (شاب وفتاة ) بهذه المدونة تعويضا عن الخرس الذي يستبد بي في هذه المواقف ، خاصة وقد شرفاني الأستاذ أحمد الخميسي والأستاذ أسامة البحر بترشيحها لتكون أول مساهمة أدبية في هذه المدونة ، إيمانا بدور الأدب في حياتنا وتأكيدا على قدرة الإبداع على مساندتنا ودعمنا و إثراء حياتنا بالتأمل ومحاولات الإدراك وغسل قلوبنا بمتعة التلقي ، ولأن الفن يظل أحد أهم الحصون التي نحتمي بها في مواجهة القبح والقسوة والشرور . وأتمنى أن أكون بإضافة هذا العمل الأدبي هنا قد أضأت شمعة لهذه الأرواح البريئة بجوار ما أضاءه أحباؤهم وأصدقاؤهم من الشموع
آمال الميرغني

شــــاب و فتـــــــاة

بدأ ذلك في ظهر يوم قائظ في أول الصيف ، حين أستدرجهما حلمهما الذي تأجل طويلا بأن يكونا وحدهما لبعض الوقت . كانت هي قد دبرت أمر المفتاح منذ وقت طويل ، ولكنهما كانا كلما ألتقيا يؤجلان ذهابهما ، حتى أتى ذلك اليوم الذي حسم فيه القيظ مماطلتهما ، جاعلا الأحتماء من لهيب الشمس تحت أي سقف بمثابة أنقاذ لا يحتمل التأجيل .
لم تستطع أن تتذكر بسهولة كل التفاصيل المتعلقة بموقع شقة أخيها الذي هاجر الى الخارج منذ سنوات ، وكانت حينذاك ماتزال طفلة . لكنها بعد عدة جولات خاطئة بالشوارع المجاورة ، وجدت نفسها بجوار البناء . وبينما تجتاز مدخله ، بدت لها أعمدته الوردية وبلاطاته الكبيرة أليفة وحميمة .
تسللا تباعا ، محاذرين الألتقاء بسكان العمارة . وسيطرا بعناء شديد على رعشة أيديهما وهي تتبادل المفتاح اذ كانا راغبين في أن ينفتح لهما ذلك الباب بأقصى ما يمكن من الهدوء والسرعة .
كانت الشقة المهجورة منذ عدة أعوام في حال بائسة . غارقة تحت طبقات من الغبار وخيام العنكبوت. والأسوأ من ذلك ، هو ما أكتشفاه منذ الدقائق الأولى ، وهو أنها مقطوع عنها الماء والكهرباء. لكنها بالطبع كانت كافية لتحقيق حلمهما . جلسا على أريكة الصالون اليابسة بعد أن رفعا عنها الملاءة القديمة التي صارت بلون الرماد. وراحا يستنشقان الروائح الراكدة في الشقة، وأنتابهما أحساس غائر بالوحشة. لكن أيديهما التي لم تكف لحظة عن التجاذب والتماسك وألتماس العون ، فتحت الطريق أمامهما ، فتخلصا من الأحذية التي كانت أقدامهما تنصهر داخلها ، وغابا في عناق صاعق كالمفاجأة .
بعد قليل، صعد شخصان السلم وراحا يتحدثان بحدة عن أمر ما، فاضطربا وبدت لهما الأريكة التي كانت في مواجهة الباب غير آمنة، فبحثا عن غرفة النوم.
كان حبهما الذي يقترب من نهاية عامه الثاني ، قد نضج وسط ضجيج الأرصفة وزحامها . بين الحدائق والملاهي ودور السينما ، حيث كانا يختلسان اللمسات والقبلات كلما أمكنهما ذلك في تلك الزوايا والأركان التي نادرا ماتخلو من البشر في هذا البلد المزدحم . وكانا يقولان أن ما أمضياه معا ، يبدو لهما عمرا طويلا أضيف الى عمرهما السابق . وحين مضت بهما السيارة ، في ذلك اليوم ، في الطريق الى الشقة ، تملكهما شعور عميق بأنهما يتأهبان بحبهما لغوص أعمق في هذه الحياة . وكان ذلك مفرحا ومخيفا في آن.
جلسا على الفراش في غرفة النوم ، التي كانت مكدسة بالصناديق التي حوت مكتبة أخيها وأدوات مطبخه ، الى جانب بعض الأجهزة القديمة وعددا من السجاجيد المطوية ، وبدا الهواء لبضع دقائق أثقل من أن تمتصه رئتين مخلوق بعد أن نفثت فيه هذه الأشياء جميعا روائح هجرانها الطويل . و كانت النافذة الوحيدة مغلقة بأحكام وقد غطى خصاصها بأكمله بالأقمشة ، ومع ذلك فلقد كانت أكوام الغبار عصية على الفهم ، حتى أنهما أضطرا لأن يجرفانها من فوق الفراش بجاروف الأرضية . لكن ذلك كله قد جعلها أشبه بأحد المخازن النائية المهجورة ، وأسبغ عليها حالة من العزلة الآمنة ، فدخلا فيها الى عالمهما الجديد كرجل وأمرأة . ثم ضحكا من نفسهما فحين يكون لهما في المستقبل غرفة نوم حقيقية ، كم ستصبح عندها ذكرى مرتهما الأولى هنا مثيرة لتندرهما
قالت : ولكنها ستكون عزيزة علينا
فسأل : ترى حين يصبح لنا بيتا، سنأتي اليها من حين لآخر لنتذكر ؟
ولم تجب ، فقد نامت من فورها مخدرة بالأرهاق ، و شدة الحر، وسرعان مالحق بها .
حين أستيقظا، كان الظلام في غرفة النوم يزحف فيخفي مساحات من جسديهما وأجزاء من وجهيهما ، فأضطر للخروج الى الصالة ليرى ساعته على هدى الضوء الشحيح بها . كانت تقترب من السابعة . وحينما عاد ، كانت تتقلب في الفراش . قالت بصوت ناعس :
- حلقي جاف ، مت من العطش
فقال وهو يحتضنها و ينهضها: كلها دقائق ثم تشربين
وأعقب هازا أياها بمرح : ولكن اصحي أولا
عدلا ثيابهما ، وبذلا كل ما وسعهما في نفض الغبارعنها ، ومحو ما علق منه برأسيهما وأهدابهما . وبعدأ ن أعادا كل مالمساه من أشياء الى ماكان عليه ، تحسسا طريقهما الى الباب بين أشباح الجدران وقطع الأثاث .
وعند الباب لم يجدا المفتاح . فتذكر أنه عند دخولهما أغلق به الباب وأنه وسط أرتباكه وضعه بجيبه . لكنه لم يجده بأي من جيوبه . فعادا يفتشان عنه في الطريق المؤدي الى غرفة ا لنوم . ثم بحثا فوق الفراش وبين الوسائد ، ولم يكن هناك أيضا . حاولا ترتيب أفكارهما ليتذكرا بدقة ما الذي حدث فور دخولهما . فتذكر أنه دخل الحمام ، وتذكرت أنها سمعت من هناك رنين قطعة نقود ، ولكنها أدركت الآن أنه رنين المفتاح . ذهبا الى هناك وكان الظلام قد أطبق تماما ، فمسحا البلاطات المتربة بأيديهما ، ود سا أذرعهما في المرحاض وسيطر عليهما الذعر .
مسحا بجنون كل قطعة أثاث بالبيت ، وجثيا يمسحان الأرض في غرفة النوم والصالة ، وحتى في المناطق التي لم يدخلاها في الشقة وأستنفدا خلال ذلك أعواد الثقاب القليلة المتبقية لديهما ، ثم سقطا منهكين .
قال : ليس أمامنا غير الأنتظار للغد . ولكن هل يأتون ويبحثون عنك هنا ؟
قالت شاردة: لا أظن، لن يخطر ببالهم أنني مازلت أذكر هذا المكان
ولما تحتم عليهما أن يقضيا الليل هنا، فقد راحا يقلبان في تدبير الحجج والأعذار التي سيقولانها في الغد لعائلتيهما ، وكيف سيدعمانها ، ومن الذي يمكنهما الأعتماد عليه من الأصدقاء حتى يكشفان سرهما له .
وهكذا قضيا ليلتهما الأولى بها ، يضنيهما الجوع والظمأ ، ويمرضهما الهواء الراكد والكوابيس .
في اليوم التالي نهضا مع بداية الضوء، وعاودا البحث بحماسة جديدة على هدى ضوء النهار. قلبا حشية الفراش وكادا يمزقانها . نفضا كل الملاءات المعفرة التي كانت تغطي الأثاث. وحركا كل قطعة أثاث بحذر وعناء ، وتقيآ أمعاءهما الخاوية وهما يتناوبان البحث في المرحاض والبالوعة ، وعادا الى الباب . فانهارت على المقعد وقالت ذاهلة :
- أننا لن نجده أبدا . لقد سقط في المرحاض أو في البالوعة أو الله يعلم ماذا ولن نجده أبدا
وأستسلمت للبكاء . تلفت حوله حائرا ثم قال
- ولكن لابد أن هناك وسيلة أخرى
وراح يبحث بين متعلقات البيت عما يمكن أستخدامه في فسخ الباب . لكنها لحقت به وسألته مضطربة :
- هل يمكنك أن تفعل ذلك بدون صوت ؟
توقف ونظر اليها طويلا ، متتبعا بخياله ذلك الضجيج الهائل الذي سيحدثه ، والذي قد لا ينجح مع ذلك في فتح الباب ، ولكنه سينجح بالطبع في جذب الجيران وتحلقهما عند الباب . لسوف يساعدونهما على الخروج ، بلا شك ، ولكنهم سيسمحون لأنفسهم بعد ذلك بالتصرف فيهما كيفما يشاءوا . هناك أحتمالات عديدة ، وكل منها أسوأ من الآخر، حتى أنه لايرغب في التفكير بأي منها كأمر يمكنهما أحتماله . كانت واقفة أمامه و سؤالها المرتجف مازال عالقا بشفتيها اليابستين المزرقتين ، وعيناها الملتمعتان رعبا تتلهفان على أجابته ، وأحس بالوهن في ساقيه فارتمى على مقعد قريب .
بعد قليل ، قررا أن يتفقدا النوافذ ، آملين أن يجدا خارجها مايمكنهما التعلق به ، كمخاطرة لامفر منها . و لكن كان عليهما أن ينتظرا للليل . فأمضيا بقية النهار ثملين بالنعاس الذي كان الطريقة الوحيدة للتغلب على ما يحسانه من تشوش و وهن ، بينما كانت أصوات أقدام الجيران وأحاديثهم ونداءاتهم لا تنقطع عن السلم .
وحين هدأت الأصوات وتباعدت ، نهضا ، وراحا يديران مقابض النوافذ ، ويفتحانها عن شقات ضيقة تسمح لهما بأن ينظران الى ماحولها. تطلعا مرارا ، بلهفة أولا ثم بتدقيق وتأن ، ليذعنا أخيرا الى أنه ليس ثمة شيء يمكنهما التعلق به . فعادا الى الفراش ، تعانقا ، وأجهشا طويلا حتى أسلمتهما الدموع للنوم ، مستسلمين بنومهما للغوص في ذلك المجهول الذي ينتظرهما .
وفي اليوم التالي صحيا عند المغرب ، لكنهما لم يستعيدا صحوهما تماما . وفي الليل أنتابتها رعشة وراحت تهذي ، فأفاق وتخبط في الظلام باحثا عما يدفئها به . سحب الملاءات المتربة ووضعها فوقها ، لكنها زادت من أرتعاشها ، فانسلت من بينها مبتعدة إلى طرف الفراش ، وتكورت على نفسها وغاصت في غيبوبتها .
في الصباح ، ماءت قطة ملتاعة على السلم ، وأغلق أحدهم نافذته بصخب ، وطفى صوت بعيد لنداء بائع خضار ، وعبر نفير واهن لسيارة بعيدة كأنما يمضي من الماضي الى الماضي . وكانا يقطعان غيبوبتهما من وقت لآخر ، فيهيمان بين الصالة والحمام وغرفة النوم ، ثم يعودان الى الباب ، حيث أستقرا أخيرا بجواره وعيونهما شاخصة اليه .


آمال الميرغني

Monday 2 June 2008

كلمة الأستاذة وفاء يونس: سبحانه الحى الذى لا يموت


تلك هي دائما كلمة على لسانى أرددها عندما اسمع خبر موت أحد وهذا ما قلته عندما ماتت أمى فتحجرت الدموع فى عيناى ولم أبكى وما فعلت سوى أننى نظرت إلى السماء وقلت يا رب سبحانك الحى الذى لا تموت ..
وعند سماع خبر وقوع عمارة لوران فحزنت جداً ولم أتخيل أبداً أن يكون لى أحد فيها الا عندما زادت ضربات قلبى وانا أذكر الاب الروحى لى وهو أسامة البحر فقلت سأتصل وأطمئن وقلبى يدعو أن يكون ما يدور بخلدى أن يكون أوهام فى أوهام ويأتينى صوت بابا أسامة وفى هذه اللحظة ما شعرت انه اسامة البحر ولكن شعرت انه اسامة البركان أو الفيضان من الحزن والألم على حبات عينيه نهر وندى وزوجته يا لهول الصدمة على قلبه الكبير الذى يساع الدنيا بأكملها من كثرة الحب والعطف ويا لهول الصدمة على قلبى الصغير الذى لا يستطيع أن يصدق ولا يستطيع أن يقف بجانب هذا الأب الملوع بآلام الحسرة وكسرة القلب وهطلت الدموع مثل الأمطار على وجنتى وأنا أتذكر كلام الأب الجميل فى الروح والأخلاق أسامة البحر عن ابنتيه التى كنت اتمنى أن أراهم فى الحقيقة من كثرة الحديث عليهم فهو كان يعتبرنى ابنته وكان يجهز للقاء عاجل بين اخوتى نهر وندى ولكن يا لسوء حظى أن أحبهم من غير أن أراهم ولم تراهم عيونى إلا عندما نشرت صورهم على أغلفة المجلات والجرائد يا لحسرة قلب أبى وقلبى معه.. فيقولون عنهم أنهم أولاد موت وهل الموت ينجب .. ولو كان الموت ينجب فهل كان مثل القطة التى أكلت أولادها خوفاً عليهم من البشر.. أسئلة كثيرة تحيرنى ولكنها حكمة وقدراًَ من الله عز وجل وعلينا أن نرضى ونحتسب.
كلمة أخيرة وعذرى على اننى اخدت من وقتكم فى قراءة كلامى كتير
برغم مصيبتك فى أزهار عمرك يا أبى
ومصيبتك فى رفيقك عمرك يا أبى
أدعو الله لك بأن يحمى قلبك الرقيق الطيب الحنون
بالصبر بالصبر بالصبر
فلا شئ غير الصبر معين على الليالى القادمة
وأنا معك يا أبتى بعد الله عز وجل
عصا لك تتوكأ عليها إلى آخر العمر
لا أستطيع غير أن أقول ربى ارحم شهيداتنا (منى ونهر وندى) ونحتسبهن عندك فى الجنة إن شاء الله
وأخيراً دعائى لشهيداتنا أهديهم دعائى لعل الله يقبلهه منا جميعاً
اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا.
اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان.. اللهم يمن شهيداتنا منى ونهر وندى كتابهن ويسر حسابهن وثقل بالحسنات ميزانهن وثبتهن على الصراط أقدامهن وأسكنهن فى أعلى الجنات فى جوار نبيك ومصطفاك

-------
وفـــاء يونــــس
صحفية

Saturday 31 May 2008

كلمة الأستاذة آيات الميهي


منى نهر ندى ...
نعم لم اكن اعرفكم شخصياً
لكن استطيع ان استشعر وجودكم دائماً
ملامح، قلب، كلمات، اشارات و أيضاً احزان ابيكم

منى نهر ندى ...
نعم لم اكن اعرفكم شخصياً
لكن استطيع ان استشعر وجودكم دائماً
وفاء، وحب أقاربكم، أصدقائكم،و ايضاً اساتذتكم

منى نهر ندى ...
نعم لم اكن اعرفكم شخصياً
لكن استطيع ان استشعر وجودكم دائماً
فى تلك الإرادة القوية و المخلصة من اعضاء جمعيتكم نحو الفعل والتغيير والتطوير

منى نهر ندى ...
لا لابد لى الأن ان اقول انى فعلاً اعرفكم جيداً
انتم ثلاث نجمات مستمرة فى الوحود متألقة فى السماء لتضئ لنا الطريق على الأرض

حقاً إنى جد فخورة بمعرفتكم
منى نهر ندى
* * *
Oui, MONA NAHER NADA
Je ne vous connais pas
Mais je peux sentir vos présences toujours
Dans le visage, le cœur, les mots, les signes, et la tristesse de votre père

* * *

Oui, MONA NAHER NADA
Je ne vous connais pas
Mais je peux sentir vos présences toujours
Dans l'amour, la fidélités de vos amis; vos relatives, et vos professeurs

* * *

Oui, MONA NAHER NADA
Je ne vous connais pas
Mais je peux sentir vos présences toujours
Dans cette profonde volonté qui réunion les membres de l'association pour acter, changer, développer


Non, MONA NAHER NADA
Je dois dire maintenant que je vous bien connais

Vous étés trois toiles brillante dans le ciel pour continuer a donne éclairer notre chemine sur la terre

Vraiment je suis fier de vous connaître trois toiles
MONA * NAHER * NADA *

AYAT ELMIHY

Thursday 8 May 2008

مسألة وقت يا صديقى !

لا أعرف الى متى يفاجئنا ، ما من مرة مهد لنا طريق الفقد ، ذلك العبقرى المدهش لا يقبل بوجود المعذبين ، احبك يا من تأخذ كل المؤرقين ، أحبك يا من تحمى الوحيدون المهملون المطردون من جنات الأهل وحنانهم ، انت تنقذهم بكل تأكيد ، اخر مرة أشتكى فيها صديقى من شىء ، كانت وحدته وافلاسه واحساسه بأنه لا ملجأ حقيقى له . ربّت على كتفيه كأم بلهاء ، دسست فى قلبه الامان الزائف وانا أؤكد له "بكرا هايبقى احلى " دا طبيعى لازم تتعب اوى وان شاء الله هاتشوف نتيجة تعبك" بصراحة " ط .. ظ " ملعون أبو التعب على ابو النجاح اللى نهايته كدا .. موت ..
كلما قررت بداية جديدة ووقفت تحت دش الماء البارد ذلك الذى اخذته العام الماضى هل تذكرونه؟ أجدنى أخرج من تحته ملتهبة من تسلخات الماء. مابقى من العمر سطرا أم سطور يبدو انه لابد أن يكسر العكاكيز المصنوعة فى خيالنا ، وبما اننا حلم كبير فى عقل الخالق فمن الطبيعى ان نتحقق ، هل اقوم فورا بتمزيق كل الكتب المرصوصة بعدد أوجاعى
هل انزع من يدى قلم أصبح لا يعرف الا الكتابة عن الآلم ، أجرى عارية فى الطرقات انتظارا له .. حتى يأتى ، هل اسير ببطء على أشواك المسيح فربما يشعر بما يحدث هنا ، هل أترك كل الاشياء العزيزة وأرحل .. لأننى بالتأكيد سأرحل
لكنها مسألة وقت .. هناك وهنا النتيجة واحدة …
الى متى ستظل النهايات مدهشة ومفجعة
الى متى سنصاب بالانفلونزا ثم
نموت بالأمل والحلم

سهى زكى

نبوءة الكاتبة سهى زكي للأستاذ أسامه البحر وللمدونة

تعدى الخمسين من العمر ، مهندس وناشط ثقافى وادبى وهو مدير احدى الندوات الادبية الشهيرة ، فقد مؤخرا ابنتيه وزوجته فى حادث عمارة لوران المميت ، ضرب بقوة أرادته مثلا وقدوة لكل من يعتقد بفشله فى علاقة او فشله فى اى عمل ان هذا اخر الكون ، قوته مسار تعجب كل من حوله ، وهو يصر ان يسعى وراء قتلة كل الابرياء لاخذ حقهم والحصول على القصاص العادل منهم ...

سيحصل على تقدير من الدولة غير متوقع وذلك كتعويض لا يعوض ما فقده ابدا*

سيصدر حكما هاما فى قضية صاحبة العمارة عن قريب ولن يتم اهمال الحقيقة ابدا*

سنسعد جميعنا بسجن المتسببين فى الكارثة وسيتم اعدامهم فى ميدان عام عبرة لكل من تسول له نفسه ان يلعب بمستقبل واعمار واموال الابرياء للحصول على ثروة من الاموال الحرام المكونة من شقى المطحونين فى الحياة ، فيطحنهم هو تحت ضروسه بلا رحمة ولكن رحمة الله اوسع وسيقتص الله برحمته منهم ونسعد جميعنا بالقرار

ستحصل مدونة الشهيدات بعد التطوير على جائزة التدوين الاولى والتى سيتم انشائها عن طريق هيئة المدونين العرب .


* نشرت الكاتبة سهى زكي هذه النبوءة في مدونتها الساحرة الشريرة في الحلقة الرابعة

Monday 10 March 2008

كلمة د.علاء الأسواني

بالرغم من أنني كاتب إلا أنني فعلا لا أجد تعبيرا مناسبا أكتبه على استشهاد منى ونهر و ندى
ربما لأننا عندما نكون قريبين جدا قد لا نستطيع التعبير عن مشاعرنا .. نحتاج الى مسافة هي بالتأكيد ليست موجودة في حالتي . لأنني صديق مقرب من الأستاذ أسامة البحر . صاحب المصاب . وقد عايشت ما حدث لحظة بلحظة . أريد فقط ان أؤكد أن ما حدث ليس مصيبة فرد وانما مصيبة وطن بأكمله اصبح يعيش بالصدفة ويموت أيضا بالصدفة . ماحدث للشهداء هو ما حدث لضحايا العبارة وقطارات الصعيد المحترقة وضحايا سرطان والي ... هل نحتاج الآن الى دليل على أن النظام الذي يحكم هذا البلد قد نهب وفسد وأفسد وكنز الثروات الحرام وترك المصريين في العراء يواجهون الموت لألف سبب محتمل كلها من جراء الطغمة الاجرامية التى تحكم مصر .. دعواتي بالرحمة للشهداء وبالعزاء لأخي وصديقي أسامة البحر . ولعل الصبح بقريب حتى تتخلص بلادنا من هذا الكابوس الجاثم على أنفاسنا جميعا .
د.علاء الأسواني

كلمة د.أحمد الخميسي..ثلاث زهور

هل حدث لك أنك رحت تتذكر شخصا لم تلتق به أبدا ؟ هل حدث لك ذلك؟ شخص لم تره قط، لكنك تتذكره ، تتذكره مرة وأخرى؟ تتذكره إلي أن تعرفه وتألفه ، فتشتاق إليه، وتتذكره؟

هذا ما حدث لي مع ثلاث زهرات لم أر واحدة منهن قط ، لكنني أتذكرهن ، زهرة ، زهرة ، وأضيق عيني أحدق في الظلام فأرى كل واحدة منهن كأنما تسبح نحوي كشمعة على سطح قلب ، منيرة ومؤلمة

ولنبدأ من تعرفي إلي الأستاذ أسامة البحر بفضل الصديق الروائي علاء الأسواني الذي قدمه إلي بصفته صديقا محبا للثقافة والأدب ، كما أنه القائم على ندوة " الأسواني " الأسبوعية التي تناقش الأعمال الفنية المختلفة . وكان في شخص أسامة البحر وفي وجهه وملامحه وطريقته وهو يصافح الآخرين شيئا مهذبا بعمق تستعيد معه عبارة الكاتب الروسي العظيم أنطون تشيخوف : " كل شيء في الإنسان يجب أن يكون جميلا : وجهه ، وملابسه ، وروحه ".
وانقضت على تعارفي بأسامة البحر فترة ، بادر خلالها إلي دعوتي لمناقشة مجموعتي القصصية " قطعة ليل " في الندوة ، وأدهشتني قدرته على تنظيم الندوة ، ولعلها الملتقى الثقافي الوحيد الذي حضرته فوجدت أن المشاركين جميعا قد استعدوا للنقاش بقراءة المجموعة بتدوين الملاحظات مسبقا!

وحدث ذات مرة أن كنت في دار ميريت بشارع قصر النيل ، وبينما أنا أفتح باب الشقة
لأنصرف فوجئت بأسامة البحر ينزل على الدرج من طابق أعلى ، ودهشت ، فقال لي إنه يسكن مع أسرته الكريمة في العمارة نفسها ، وحدثني ونحن – نهبط السلالم معا - عن الأسرة وأحواله وظروف عمله وحياته التي تجبره على التنقل بين القاهرة والإسكندرية، وكلمني بمحبة خاصة عن ابنته نهر التي تعشق الفن التشكيلي ، ثم دعاني بكرم لشرب فنجان قهوة في بيته، لكني كنت في عجلة من أمري فاعتذرت بأمل أن يكون لنا لقاء آخر أسعد فيه بالتعرف إلي أسرته. تصافحنا ثم انصرف كل منا في طريق ، مشيت وأنا أقول لنفسي : ها هو إنسان مهذب ، مرتاح الضمير ، يحيا بشرف ومودة ، يرعى أسرته ويكفلها من عرق جبينه ، ويجنى ثمرة ذلك فيرى كيف تنمو حياة ابنتيه أمام عينيه بسلام يوما بعد الآخر كما يراقب الإنسان نبتة غرسها وهي تكبر وتتفتح ، فما الذي ينشده الإنسان أكثر من ذلك ؟
قلت لنفسي لابد أن يكون هناك إنسان سعيد في هذا الكون يهب الآخرين بوجوده أملا في السعادة . وكانت
صورة أسامة البحر وحديثه عن أسرته منفذا يعوضني عن الطمأنينة العائلية التي حرمت منها في طفولتي.

عصر أحد الأيام تلقيت مكالمة هاتفية من الصديق أسامة ، جاءني صوته من الإسكندرية ، وقال لي : نهر تريد أن تتحدث معك . وجاءني صوت ابنته نهر يرن بالحياة والفرح وهي تقول لي : قرأت مجموعتك القصصية التي بعثت إلي بنسخة منها لكنها ليست قطعة ليل ، إنها قطعة نهار ! شكرتها ، ثم كلمني أسامة قائلا : هذه نهر !
ومع ذلك ، لم تسنح الفرصة لكي أرى نهر ، وندى ، ووالدتهما السيدة منى ، الزهرات الثلاث . وفي الخامسة مساء أحد الأيام علمت بنبأ انهيار العمارة التي هوت في الإسكندرية ، وكان آخر ما يمكن أن أتخيله أن تطوي تلك العمارة في سقوطها الزهرات الثلاث ، وأن تنزعها بتلك القسوة من الحياة ، ومن قلب أسامة البحر
رحلت ثلاث زهرات كان من الممكن أن ألتقي بهن ، وأن أتحدث إليهن ، لا عنهن . واستولى على شعور بالذنب ، لأنني أعتبر أن كل فرد فينا مسئول عن كل ما يحدث في هذا الوطن ، ولأنه حينما تنهار عمارة بسبب الفساد والرشوة ، فلابد لكل شخص أن يحس أنه مسئول ، لأننا جميعا لم نكافح الفساد والجهل والقمع بما يكفي لمنع ذلك ولمنع كوارث أخرى تهبط بلا نهاية على الكثيرين .
هزتني الفاجعة كما هزت كل من عرف أسامة البحر، وظلت وجوه الزهرات الثلاث اللواتي
لم أرهن عالقة بنفسي ، يأتي كل وجه سابحا مثل شمعة على قلب ، منيرا ، ويقطر باللهب ، الوجوه التي لم ألتق بأصحابها ولم أرها . قلت لنفسي : لو أنني التقيت بها ، لأمكن أن أنحيها قليلا بعيدا عن ذاكرتي ، لأن الإنسان قادر على أن ينحي ويبعد ما يراه ، لكن كيف يمكن التخلص مما لا نراه ؟

لقد أنشأ أسامة البحر هذا الموقع لإحياء ذكرى السيدة منى ، ونهر ، وندى ، ويخطر لي الآن
أن عليه ، بهذا الموقع ، أن يغدو صوتا للدفاع عن ضحايا العمارات المنهارة ونشر الإحصائيات التي ترصد عدد تلك العمارات ومشاكل السكن ، وصوتا للدفاع عن سكان العشوائيات حين يتم ترحيلهم بالقوة ، والدفاع عن حق الجميع في سكن آمن خاصة الشباب منهم

لم يعد أمام أسامة البحر وقد فارقته زهراته الثلاث إلا أن يحمي الزهور كلها

د.أحمد الخميسي

Sunday 9 March 2008

كلمة مجدي مهنا رحمه الله ...في الممنوع

كتب مجدي مهنا
حكمتك يارب.. ما كل قسوة هذه الحياة.. شاب يعمل فنانا تشكيليا، اختار أن يقيم في الإسكندرية، لأن ظروفه الحياتية والمعيشية والأسرية فرضت عليه ذلك، وتزوج من الفتاة التي أحبها، وأنجب منها طفلتين، كبرتا حتي بلغت الصغري ندي «٢٣ سنة» الطالبة في كلية الحقوق، والكبري نهر «٢٥ سنة» التي كانت تستعد لنيل درجة الدكتوراه في الفنون الجميلة.وتحتم عليه ظروف عمله كفنان تشكيلي أن يتنقل كثيرا، ما بين الإسكندرية والقاهرة، حتي يستطيع مواصلة مسيرة حياته، وتغطية تكاليف المعيشة لأسرته الصغيرة.وبعد حوالي ٢٦ عاما علي هذا الحلم الجميل الذي بناه يوما بيوم، علي امتداد سنوات عمره، خرج من منزله في الإسكندرية كالعادة، ليسافر إلي عمله في القاهرة، عقب إجازة عيد الأضحي التي قضاها مع أسرته، ليفاجأ باتصال تليفوني يخبره.. احضر حالا.وحضر الرجل وليته ما حضر لقد جاء إلي قدره ليشاهد جثث زوجته وابنتيه ندي ونهر، وسط أنقاض عمارة لوران بالإسكندرية.في لحظة فقد هذا الفنان التشكيلي الإسكندراني أسامة زكي محمد أسرته، سافر لينقذه القدر من موت محقق، وعاد ليجد أسرته تحت الأنقاض.وما يزعجني هو أن عمارة لوران ليست حالة فردية.. ومأساة أسامة زكي يمكن أن تتكرر مع مئات وآلاف المواطنين الأبرياء، الذين لا حول لهم ولا قوة.. وكل جريمتهم أنهم استأجروا أو تملكوا شققا في عمارات صدرت لها قرارات إزالة وتنكيس بعد سنوات قليلة علي إنشائها، بالمخالفة للقانون والمواصفات والاشتراطات، ويمكن أن يلاقوا نفس مصير عمارة لوران في أي لحظة.ومنذ عام تقريبا، قال لي اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، إن عدد مخالفات البناء التي صدرت لها قرارات إزالة بلغ ٦٠ ألف مخالفة، وإنه عازم علي تنفيذها وعلي إغلاق هذا الملف، وأخشي أن أقول إن المسألة أكبر من قدرات اللواء عادل لبيب، ومن إمكانياته، كمحافظ للإسكندرية لأن إخراج هؤلاء السكان من العقارات المخالفة التي صدرت لها قرارات إزالة وتنكيس، يحتاج إلي عقارات وشقق بديلة وإلا سيفضلون الموت تحت الأنقاض، علي أن يشردوا في الشارع بلا مأوي.والأمر ليس مقصورا علي الإسكندرية وحدها، إنما يمتد إلي الكثير من المحافظات، وفي مقدمتها القاهرة.. لكن الإسكندرية ربما تشكل حالة خاصة لأن القانون ظل في إجازة سنوات طويلة عن عمد، وسبق إصرار وترصد.. وهذه هي الجريمة الحقيقية التي ارتكبت في الإسكندرية، ولا مجال للحديث هنا عن حسن نوايا.. فلا حسن للنوايا عند ارتكاب الجرائم.

في الممنوع- المصري اليوم
الجمعة 28 ديسمبر 2007