الكلمة التى القاها المهندس/اسامة البحر امام جمهور الحاضرين بمقر مركز الجيزويت الثقافى بالفجالة- مساء الاربعاء 26/10/2011 فى الحفل الذى اقيم تكريما لروح شهيد الثورة الشاب /مينا دانيال بماسبيرو فى 9/10/2011 رحمة الله وتكريما لارواح كل شهداء الوطن.....

Tuesday 12 August 2008

معرض الشهيدة "نهر أسامة البحر".. الحياة في الموت!


عقد بأتيليه الإسكندرية يوم الخميس 26 يونيو حفل افتتاح معرض الشهيدة "نهر أسامه البحر" التي راحت هي وأسرتها ضحية سقوط عمارة لوران بالإسكندرية في ديسمبر الماضي.
بدأ المعرض بكلمة مدير أتيلية الإسكندرية الذي شهد على صمود والد الشهيدة المهندس أسامه البحر، وأعرب فيه عن سعادته باستضافة أعمال الشهيدة في الأتيلية؛ تلا ذلك عزف موسيقي على الباينو والكمان لعازفين شابين "نسرين الشيخ" و"سليمان الشيخ"؛ اللذين جاءت مساهمتهما رغبة منهما في إحياء ذكرى الشهيدة وشهداء لوران.
وإذا كان افتتاح المعرض بمقطوعة موسيقية بدا دليلا واضحا على التأكيد على قيمة الحياة والمطالبة بالحق فيها، حتى في أشد اللحظات حزنا، إلا أن المعرض نفسه وما به من لوحات حمل دلالات أخرى.
على باب المعرض وقبل دخولك مباشرة، تجد زميلات الشهيدة يوزعن كتابا يحوي تعريفا بها، وآراء أساتذتها في لوحاتها، ونماذج مختارة لأعمالها، وحين تعبر الباب ستقف طويلا أمام لوحات للشهيدة تحمل فيضا كبيرا من الحياة، مشهد من عصر الباروك لعائلة تشترك في رقص جماعي، أو وجه امرأة أرستقراطية بنظرة حالمة وملمحا لا يخلو من وجوم...ولوحات أخرى لوجوه فزعة منقسمة على نفسها؛ إحدى اللوحات تصور وجها يبدو في محاولة من الهروب من شيء ما، إلا أن الخطوط المتماوجة على جانبيه حوطّته بالرغم من الغضب البادي في اللوحة في اللونين الأحمر الناري والأسود.
جانب آخر من اللوحات عبّر عن لقطات من حياة الشهيدة في مراحل عمرها المختلفة: صورة لها وهي تقف أمام المرآة، وصورة لها مع والديها، وفي جامعتها؛ جميعهم يثيرون بداخلك مشاعر متماوجة من الأسى واليأس والأمل.
الروائي القدير علاء الأسواني والذي حرص على تواجده منذ بداية الحفل، ذكر في ندوة أقامها على هامش المعرض، أنه عندما عرض عليه صديقه أسامة البحر لوحات الشهيدة نهر توقف كثيرا أمام كم الحزن والتشوه الذي تعبر عنه الوجوه التي تبدو مدفوعة لقدر لا قبل لها بدفعه.
وعن سؤاله عما إذا كان من الممكن أن يستخدم حادث لوران في عمل أدبي، ذكر الأسواني أن مشاركته تأتي بالأساس لأنه صديق للأستاذ أسامة البحر منذ سنوات عديدة، وأن أسامة البحر والد الشهيدة ضرب مثلا في تحويل الحزن الخاص إلى حزن عام، مشيرا إلى "جمعية سكن آمن للجميع" التي شرع أسامة البحر في إنشائها من أجل مناهضة الفساد والحول دون تكرار مثل هذه الكوارث.. وذكر الأسواني أن البعض حتى الآن لا يمكنه أن يدرك أن شهداء العبارة وقطار الصعيد وبني سويف وغيرهم الكثير ليسوا حالات فردية بل هم ضحايا الوطن.
التأكيد على جوهر الدين، وقدرة الحب على التسامي فوق الحزن كان بعدا إنسانيا آخر أضافه أسامة البحر في كلمته التي ذكر فيها أنه عمل على إقامة موقع خاص بالشهيدة على الإنترنت ليعبر فيه محبوها عن خواطرهم وذكرياتهم عنها، كما أعلن عن إقامة جمعية "سكن آمن للجميع" كنشاط مدني يهدف إلى الحد من مثل هذه الكوارث.
وذكر أسامة البحر أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى قيم الحب والخير في معنى حديثه إنه حتى لو قامت يوم القيامة فمن كان في يد أحدكم فسيلة فليغرسها، كما ذكر مقولة المسيح عليه السلام بأنه ماذا يفيد الإنسان لو كسب العالم وخسر نفسه.
الحضور الكبير للمعرض من قبل الشخصيات العامة والجمهور على السواء لم يخل من لمحة إنسانية هو الآخر، فكثير من رواد المعرض جاءوا إلى الإسكندرية خصيصا لحضور المعرض، وشهد المعرض حضورا مكثفا من زميلات الشهيدة وأساتذتها وأقاربها وجيرانها.
بعد انتهاء الحفل وفي طريق العودة إلى القاهرة، كنت أجلس في العربة السادسة درجة تانية مكيفة وأنا أقول لنفسي إن الجو هنا شتاء، وحين كنت أتطلّع إلى بقع الضوء بالخارج، كان وجه "نهر" يروح ويجيء أمام عيني كأنه رسمة على سطح مياه، وبين بكاء الأطفال ونداء الشاي والحلوى، كنت أردد كلمات الموسيقى التي بدأ بها الحفل، وأدعو لنهر بالرحمة، كلمات أغنية قديمة لألفيس بريسلي يدعو فيها الشاعر حبيبته بأن تشاركه الحب اليوم لأن الغد سيكون متأخرا، متأخرا جد
اً
شيماء زاهر

4 comments:

Anonymous said...

ولان الناس ليس بالضرورة يجب ان يلتقوا وجها لوجه حتى يتعارفوا
الااننى شعرت انى اعرف الشهيدات الثلاثة
وجوههن رغم ملاحتها وجمالها اللافت الا انها بريئة جدا وتحمل قدرا من العزة والتفاؤل
كل الكلمات تضيع صداها عند عتبات تلك المدونة التى تشعرنى بالحزن الشديد والاحساس بالفقد كلما مررت عليها
كأننى اعرفهن من زمن وصار لى زمن لم اصافحهن فهل عسى ان اصافحهن ذات يوم فى الجنة
ادعو ربى السميع العليم ان يلحقنا بهن فى الجنة ان شاءالله
اميمة عز الدين

مدونة الشهيدات منى ونهر وندى said...

نشكرك يا أميمة على كلماتك الرقيقة
واهتمامك بالتعليق

كل الشكر والمحبة

مهندس أسامه البحر

صيدلانية said...

الأنسان الذى يترك أثراويضع بصمته بيننا لا يموت أبدا.
نسأل الله الرحمه والعفو والمغفرة لمنى ونهر وندى

ص/شروق بدير said...

الأنسان الذى يترك أثرا ويضع بصمته بيننا لايموت أبدا
نسأل الله الرحمه والعفو والمغفرةلمنى ونهر وندى