الكلمة التى القاها المهندس/اسامة البحر امام جمهور الحاضرين بمقر مركز الجيزويت الثقافى بالفجالة- مساء الاربعاء 26/10/2011 فى الحفل الذى اقيم تكريما لروح شهيد الثورة الشاب /مينا دانيال بماسبيرو فى 9/10/2011 رحمة الله وتكريما لارواح كل شهداء الوطن.....

Tuesday 29 December 2009

نماذج من كلمات النقاد

قرا الصديق العزيز..د/محمد عبد المعز علام ...رواية( حياء الكاشف..زيارة اخيرة للوطن)...ولا اعتقد حقا بانة قد اكتشف وكما قال هو نقطة النور فيها فقط ...عندما اشار الى روعة الحوار وعذوبتة على حد تعبيرة الكريم بل ارى ان كلماتة الصادقة هى التى جاءت بشفافيتها وحميميتها الاخاذة وكانها وقودا مضيئا فى ذاتة اضيف ليجدد نورهاكى.تصبح اكثر توهجا... بل اكاد اقول اكثر انارة واستنارة......شكرا للصديق العزيز جدا د/محمد.عبد المعز علام....القارئ والناقد المبدع...............اسامة البحر


حياء الكاشف...أنشودة جهاد

يحكى أن إبراهيم بن أدهم بينما هو فى حجه وطوافه قابل متصوفا من سمرقند ، فتباروا فكريا ؛ سأله الرجل السمرقندى: "ما حال الزهد عندكم ؟" . رد بن أدهم:
"الزهد عندنا أنه إذا أعطينا شكرنا ، وإذا منعنا صبرنا"...ضحك السمرقندى قائلا :" هكذا تفعل كلاب سمرقند...أما الزهد عندنا فإنه إذا منعنا شكرنا ،وإذا أعطينا آثرنا..."
تذكرت هذه المقولة الشيقة التى تشبه المعادلات الرياضية المسلية وأنا أقرأ أن "حياء الكاشف" قد أسماها أبوها كذلك لأن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك..."
لمس ذلك وترا حساسا داخلى ونوعية مفضلة من الحوارات التى تربيت عليها واضطرتنى الظروف أن أفتقدها الآن.
كنت أكابد مرارة كابدها الكاتب أثناء إنجازه عمله ؛ مبعثها سعيه للكمال، وهو هدف نفق فى سبيله كل الشهداء ولم يقتربوا منه. وتبقى المتعة ليست فى الغاية بقدر ما هى لحظات نتذكر فيها نشوتنا ونحن فى الطريق، فنفضت عن نفسى غبار النظريات، وأطلقت لنفسى العنان وأنا أستمتع بالقراءة...
نقطة النور فى هذه الرواية روعة الحوار و عذوبته، و إحساسك الذى لا شك فيه بإن هذا الحوار قد حدث فعلا، انسيابية ناعمة كجسد بلا أخطاء ، أو كما يطلق عليه The Flawless Body ، ولا عجب، فأسامة البحر أبدع فى تصويره كشخص يعيش التجربة...أو بمعنى أصح، كشخص حرم منها...وإذا كان الحرمان بفعل فاعل فلا أظن ذلك مبررا للإسهاب فى شرح الفساد كما جاء فى الرواية كأن الكاتب غير واثق من غرقنا فيه للآذان...و لكننى مع ذلك استمتعت وأكاد أغض النظر عن كل ذلك، و عن الوصف التفصيلى لمتاحف كلية العلوم بجامعة الإسكندرية ، فعلها من قبله كثيرون عباقرة، و ها هو واحد يضاف إلي القائمة... أتذكر أن إحدى روايات كاميلو خوسيه ثيلا التى كانت تسرد حادثة قتل قد ذيلت بتقرير الطبيب الشرعى المفصل عن القتيل...الجنون فنون...هذه قدرية آمنا بها، ولكن ما أصابنى بالشجن أنه خالجنى شعور أن أسامة البحر يكتب كأنه يكتب روايته الأخيرة، فتخيلوا مدى العناء والمسئولية من شخص يصدر باكورته تحت هذا العبء لتكون الخاتمة، والذى لو خفف ثقله عن نفسه لانطلق برحابة أكبر...
يا صديقى العزيز؛ تحدثت عن الحب والخير و الجمال فأسهبت و أبدعت وجعلتنى أكثر شوقا فى انتظار رأيك فى اشياء أخرى تملأ حياتنا...
شاعريتك ذكرتنى بالرباعية:

التقى إيمان أم انت التقى...
يا صلاة فى خشوع ما بقى...
إن محرابى مع الحب ارتقى...
صوب فيض من جمال أغدقا...
حين لاح الوجه نورا أبرقا...
من رحيق الحب قلبى قد سقا...
يمنح الأيام عندى مشرقا...
لا ينال الشيب منها مفرقا...

أستاذ أسامة: اكتب كما لم تكتب من قبل، أطلق روحك من سجنها ، لا تسع للكمال فهو وهم، لا تخش النقد فهو صديق معين، لا تخش الخطأ حتى ولو عن قصد... لقد تعلمت من أختى الصغرى شيئا عندما قالت لى: " قليل من الإهمال يصلح الأعمال".
إذا كانت حياء الكاشف قد احتضنها النيل ؛ فإن العنقاء التى تتلبس روحك لا بد أن تقوم من رمادها.
من أجل خاطرى أنجز روايتك الثانية حتى أكون أكثر حرية فى انتقادك ...
لا أريدك زاهدا سمرقنديا...أريدك ثائرا مصريا...
محمد عبدالمعز علام

No comments: