الكلمة التى القاها المهندس/اسامة البحر امام جمهور الحاضرين بمقر مركز الجيزويت الثقافى بالفجالة- مساء الاربعاء 26/10/2011 فى الحفل الذى اقيم تكريما لروح شهيد الثورة الشاب /مينا دانيال بماسبيرو فى 9/10/2011 رحمة الله وتكريما لارواح كل شهداء الوطن.....

Wednesday 30 December 2009

تعلق المهندس /شرين الكردى على رواية د.حياء الكاشف

الاستاذ والصديق العزيز/ اسامة البحر
أرسل اليك انطباعاتى عن روايتك الرائعة .. لعلها تنقل مشاعر قارئ تأثر بها كثيرا
فى رائعته(د/ حياء الكاشف ... زياره اخيره للوطن)
عشت كل كلمة .. كل همسة .. كل مكان وزمان مع أسامة البحر ..
انا واحد من هذا الجيل الذى عاش عصر عبد الناصر .. والسادات .. ومبارك .. أخذتنى الكلمات والمواقف الى حيث مشاهد وأماكن وأحداث ملأت روحى وكيانى فى يوم من الأيام بكل تفاصيلها ونقشها على مر الزمن .. قناة السويس .. والسد العالى .. والنكسة .. وحرب الاستنزاف التى حتى ونحن فيها نبدو منكسرين ..فقد غيرنا مفاهيم الحروب البحرية فى العالم بعد هزيمة يونيو بشهور قليلة ..باغراق المدمره ايلات ثم حرب أكتوبر المجيدة ..
كذلك نقلتنى الى عصر التحولات والقفزات الى المجهول بلا رؤيا ولا وعى .. ذلك المجهول الذى لم نعد منه الى الآن .. وحين انتبهنا ونظرنا الى مصرنا .. وجدناها فى ملابس رثة .. بعد أن كانت تلك الصبية التى تتمايل على ضفاف النيل .. تجدل ضفائرها وتمشى فى حياء .. فهى عروسته منذ الأزل ..

تلك الصبغة الرومانسية النضرة للرواية أعادتنا للزمن الجميل وواقعنا المصرى الذى شببنا عليه .. وعشناه بتلقائية وعواطف فطرية قبل ان تغـيّرها ثقافات دخيلة علينا ..
أعادتنا تلك المشاهد العذبة لتذوق الجمال مرة أخرى من خلال تفاصيل اللقاءات ورقى المشاعر..
فمن المواقف التى لفتت نظرى موقف الغجرية ضاربة الودع وحياء تسألها: شوفيلى امتى هاتجوز القمر اللى قدامى ده .. وقد ظنت انهما زوجان .. فاذا بها تخاطب ادهم قائلة :
- خليكوا على كده ......ربنا يهنيكوا
Page 1

- النظام اللى معاك ده طيب قوى .. ونضيف قوى .. ومافيش منه دلوقتى
فقد اختصرت تلك الغجرية معنى الخصوصية فى هذا المشهد .. والذى هو المعنى الاول للعلاقة العاطفية .. والذى هو أيضا أهم من الورقة والعقد واى مراسم أخرى
*أعجبنى أيضا وصف الرقص الشرقى بانه فن يعبر بشكل تلقائى وعفوى عن فرحة المرأة بجسدها وقدرتها على ان تجعله ينطق لغة انثوية خاصة به
كذلك فان لكل كاتب لازمة هى جزء من شخصيته .. نلاحظها هنا فى بعض التعبيرات ..
أيشارب برتقالى او ليمونى طازج
الافكار الجادة الطازجة
بشرة الوجه كملمس البرتقال ذى العصير الظازج
لبن الفجر الندى
وهى التى تعكس الحيوية والتوق للتجدد والبدايات المنعشة على الدوام

*هذه الرواية الرائعة الى جانب رومانسيتها العالية .. جاءت بباقة من المعلومات لايعرفها الكثيرون .. بعضها تاريخى .. فقد قدمت للقديسة فيرينا التى زينت ايقوناتها كنائس المانيا وسويسرا .. تحمل فى يد مشطا .. وفى الاخرى ابريقا من الماء لتعلم أهل سويسرا النظافة الشخصية .. ما فاجأنى انها تلك الفتاة الصعيدية التى نزحت من طيبة الى أوروبا عندما كانت مصر تحت الحكم الرومانى
لكن الأحلى هو روعة وعمق الربط بين هذا المشهد والمعانى التى كنا نتغنى بها مع أم كلثوم فى أغنية طوف وشوف ( كان نهار الدنيا ماطلعشى .. وهنا عز النهار)
Page 2


وبعض المعلومات علمى وقد قدمت زيارة متأنية لمتحف كلية العلوم بالاسكندرية والتى أخرجت حياء الكاشف وزويل وأسامة البحر أيضا .. حيث البللورات الشفافة والعينات الرسوبية التى تحكى التاريخ والمملكة الحيوانية ..

وأخيرا سياسى .. فى نقد موضوعى متكامل عن التجربة الناصرية .. ودعوة لاستكمالها حيث أن هذا الزعيم كان .. وسيظل التجسيد الحقيقى لحلم العظمة المصرية والعربية ..
لقد حذر من الانتحار بالغاء التجربة الناصرية .. لكنه ذكر أن من واجبنا اصلاحها .. لأن إلغاءها هو الغاء لهويتنا .. وهناك ألف ايلات تحيق بنا وتقترب من شواطئ هذة التجربة لطمسها .. والى الأبد ..

أخيرا يلفت انتباهى ماتحت العنوان .. زيارة أخيرة للوطن .. فلا أدرى لماذا بدا لى لأول وهلة وكأنه تحذير أو تنبيه أخير .. أكثر مما هو نهاية لبطلة القصة وحبيبها .. فهل أراد أسامة البحر أن يقول انتبهوا .. مصر تنتحر ؟ .. أم أن مصر مهاجرة نهائيا من التاريخ .. ومن الجغرافيا أيضا ؟

مهندس/شيرين الكردى

شكرا للصديق الكريم والاخ العزيز ...المهندس/شيرين الكردى....من كل قلبى على جديتة واهتمامة ومشاعرة الودودة المحبة الطيبة...وصدقة واخلاصة فى التعبير..عما عاناة جيلنا وكابدة وسعد بة ايضا.. من ايام ذلك الزمن الجميل حقا اشكرة مرة اخرى واعتز بة...اخا وصديقا ورفيق درب .
اسامة البحر
Page 3

2 comments:

Anonymous said...

الاستاذ الكبير / اسامة البحر

الشكر يجب ان يوجه اليك لاهتمامك بكلمة بسيطة لاتطاول قامتك

والشكر لك انك اتحت لى ان اعيش معك تلك الرحلة الرومانسية التى تحاكى رقة مشاعرك .. وصلابة شخصيتك .. ورؤيتك الثاقبة للأمور

مافعلت .. هوأننى نصحت كل من حولى لقراءة حياء الكاشف

مبروك مرة ثانية مع رجاء صغير أن نقرأ لك مرات ومرات

شيرين الكردى

Anonymous said...

الاستاذ الفاضل / أسامة

قرات هذه المعلومة ووجدت من واجبى ان أذكرها لك كما ذكرتها للاستاذ محمود مكى
لعلها قد تضيف شيئا .. واعتذر عن كونها بالانجليزية لانى لم اجد ترجمة لها فى ويكيبيديا .. وهى تخص القديسة فيرينا .. أذكرها كما هى

Return of Part of relics to Egypt:

In 1986, a delegation from Saint Verena’s Church in Switzerland, brought to Egypt a part of Saint Verena’s relics.
The first Coptic church consecrated in the name of Saint Verena is Saint Maurice and Saint Verena’s Church in Cairo, which was consecrated by HH Pope Shenouda III on February 22, 1994.
In October 2004, a delegation from Saint Verena's (Saint Mary & Saint Verena's) Coptic Church in Anaheim, California in the United States of America, along with His Grace Bishop Serapion of Los Angeles and Fr. Joseph Boules, traveled to Switzerland to bring a part of Saint Verena's relics to Anaheim. Her church in Anaheim now has a museum dedicated to her relics and artifacts.

ولا اعتقد ان كل تلك المتعلقات التى عاد بعضها الى مصير .. وذهب الآخر الى الولايات المتحدة الا انه تأكيد على حقيقة تلك الشخصية .. فالاساطير لا ادلة مادية خلفها .. ولا يمكن ان تكون ورائها كل هذه المحاولات سعيا وراء وهم

.. ام ما رأيك؟

تقبل وافر احترامى

شيرين الكردى