الكلمة التى القاها المهندس/اسامة البحر امام جمهور الحاضرين بمقر مركز الجيزويت الثقافى بالفجالة- مساء الاربعاء 26/10/2011 فى الحفل الذى اقيم تكريما لروح شهيد الثورة الشاب /مينا دانيال بماسبيرو فى 9/10/2011 رحمة الله وتكريما لارواح كل شهداء الوطن.....

Wednesday 13 February 2008

أزمة السكن في السينما المصرية

تستطيع حتى العصافير أن تصنع لنفسها ولحبها عشا على فرع شجرة ، أما البشر فمازالوا عاجزين عن العثور على شقة ، تكون عشا لحبهم ، وموضعا يطيرون منه إلي المستقبل . وقد تناولت السينما المصرية على امتداد تاريخها أزمة السكن من زوايا عدة ، لكن القاسم المشترك الأعظم بين تلك الأفلام كان تلك الحقيقة الصادمة وهي أن العثور على شقة ، ومن باب أولى شراء شقة ، أصبح حلما يستحيل على الشباب تحقيقه ، مما ساعد على انتشار ظاهرة " العنوسة " في المجتمع المصري . من تلك الأفلام فيلم " كراكون في الشارع " للنجم عادل إمام ، الذي تبدت فيه أزمة السكن بأشد أشكالها قسوة حتى أنها تدفع الشخصية الرئيسية في الفيلم إلي النوم في عربة متنقلة يجرها حصان ، إلي أن ينتهي الفيلم بعادل إمام وقد جمع من حوله فريق من الشباب بعربات مماثلة في قطعة أرض صحراوية . فيلم آخر شهير هو " الشقة من حق الزوجة " للنجم محمود عبد العزيز ومعالي زايد ، حيث تصبح الشقة موضعا للصراع العنيف بين الزوج والزوجة ، ويجد كل منهما أنه مرغم على الحياة مع الآخر داخل الشقة ذاتها ، يصارعه ، ويحيل حياته إلي نكد ، لأن العثور على شقة أخري أمر مستحيل . فيلم آخر للراحلة سعاد حسني والنجم نور الشريف هو " غريب في بيتي " وقام فيه نور الشريف بدور لاعب كرة القدم " شحاته أبو كف " الذي يشتري له نادي الأهلي شقة من أحد المحتالين ويتبين أن المحتال باعها في الوقت ذاته لسعاد حسني ، وهكذا يجد الاثنان أنهما مضطرين للإقامة معا إلي أن يفتح الله علي أي منهما بحل أو سكن آخر .
أما آحدث الأفلام التي تناولت أزمة السكن فهو فيلم " حين ميسرة " للمخرج خالد يوسف والذي يعالج فيه الأزمة من أقسى زواياها وهي السكن في أحياء عشوائية ، ويفوق عدد تلك الأحياء في مصر الألف حي ، ويعرض لنا الفيلم كيف تعيش أسرة فقيرة – نتيجة أزمة المساكن - في حي عشوائي لا يتوفر له الحد الأدنى من الخدمات والمرافق، وكيف تساعد تلك الأحياء العشوائية على تحول البطل إلي مجرم لكي يتفادى ظروف ذلك الحي والعصابات التي تتحكم فيه ، بل وكيف تؤدي ظروف تلك الأحياء العشوائية لانتشار الفكر الرجعي ، بل والميول الإرهابية . كما يعرض الفيلم أيضا كيف يحيا أطفال الشوارع تحت الجسور بلا مأوى مما يسوقهم ليس إلي الإجرام فحسب بل وإلي كافة أنواع الرذيلة . ويطرح كل ذلك حقيقة واحدة وهي أن السكن موضوع مرتبط بالأمن الاجتماعي القومي ، ومن ثم يجب على الدولة أن تخطط لبناء المساكن للشباب والشرائح الفقيرة بأسعار معقولة ومقبولة وبالتقسيط ، لكي يستطيع الإنسان أن يرتقي إلي وضع العصافير التي لم يحرمها الله عز وجل من فروع تقيم عليها حياتها ، وتطلق من فوقها أغانيها
د.أحمد الخميسي

No comments: