الكلمة التى القاها المهندس/اسامة البحر امام جمهور الحاضرين بمقر مركز الجيزويت الثقافى بالفجالة- مساء الاربعاء 26/10/2011 فى الحفل الذى اقيم تكريما لروح شهيد الثورة الشاب /مينا دانيال بماسبيرو فى 9/10/2011 رحمة الله وتكريما لارواح كل شهداء الوطن.....

Sunday 9 March 2008

كلمة مجدي مهنا رحمه الله ...في الممنوع

كتب مجدي مهنا
حكمتك يارب.. ما كل قسوة هذه الحياة.. شاب يعمل فنانا تشكيليا، اختار أن يقيم في الإسكندرية، لأن ظروفه الحياتية والمعيشية والأسرية فرضت عليه ذلك، وتزوج من الفتاة التي أحبها، وأنجب منها طفلتين، كبرتا حتي بلغت الصغري ندي «٢٣ سنة» الطالبة في كلية الحقوق، والكبري نهر «٢٥ سنة» التي كانت تستعد لنيل درجة الدكتوراه في الفنون الجميلة.وتحتم عليه ظروف عمله كفنان تشكيلي أن يتنقل كثيرا، ما بين الإسكندرية والقاهرة، حتي يستطيع مواصلة مسيرة حياته، وتغطية تكاليف المعيشة لأسرته الصغيرة.وبعد حوالي ٢٦ عاما علي هذا الحلم الجميل الذي بناه يوما بيوم، علي امتداد سنوات عمره، خرج من منزله في الإسكندرية كالعادة، ليسافر إلي عمله في القاهرة، عقب إجازة عيد الأضحي التي قضاها مع أسرته، ليفاجأ باتصال تليفوني يخبره.. احضر حالا.وحضر الرجل وليته ما حضر لقد جاء إلي قدره ليشاهد جثث زوجته وابنتيه ندي ونهر، وسط أنقاض عمارة لوران بالإسكندرية.في لحظة فقد هذا الفنان التشكيلي الإسكندراني أسامة زكي محمد أسرته، سافر لينقذه القدر من موت محقق، وعاد ليجد أسرته تحت الأنقاض.وما يزعجني هو أن عمارة لوران ليست حالة فردية.. ومأساة أسامة زكي يمكن أن تتكرر مع مئات وآلاف المواطنين الأبرياء، الذين لا حول لهم ولا قوة.. وكل جريمتهم أنهم استأجروا أو تملكوا شققا في عمارات صدرت لها قرارات إزالة وتنكيس بعد سنوات قليلة علي إنشائها، بالمخالفة للقانون والمواصفات والاشتراطات، ويمكن أن يلاقوا نفس مصير عمارة لوران في أي لحظة.ومنذ عام تقريبا، قال لي اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، إن عدد مخالفات البناء التي صدرت لها قرارات إزالة بلغ ٦٠ ألف مخالفة، وإنه عازم علي تنفيذها وعلي إغلاق هذا الملف، وأخشي أن أقول إن المسألة أكبر من قدرات اللواء عادل لبيب، ومن إمكانياته، كمحافظ للإسكندرية لأن إخراج هؤلاء السكان من العقارات المخالفة التي صدرت لها قرارات إزالة وتنكيس، يحتاج إلي عقارات وشقق بديلة وإلا سيفضلون الموت تحت الأنقاض، علي أن يشردوا في الشارع بلا مأوي.والأمر ليس مقصورا علي الإسكندرية وحدها، إنما يمتد إلي الكثير من المحافظات، وفي مقدمتها القاهرة.. لكن الإسكندرية ربما تشكل حالة خاصة لأن القانون ظل في إجازة سنوات طويلة عن عمد، وسبق إصرار وترصد.. وهذه هي الجريمة الحقيقية التي ارتكبت في الإسكندرية، ولا مجال للحديث هنا عن حسن نوايا.. فلا حسن للنوايا عند ارتكاب الجرائم.

في الممنوع- المصري اليوم
الجمعة 28 ديسمبر 2007

No comments: