حبيبتي .. أنشودتي العذبة .. يا آية الله لنا في الأرض للجمال والشفافية والنقاء والرحمة بمعنها الواسع (( نهر )) إننا لم يسمح لنا القدر لأن تطول صداقتنا ولكنك دائماً كنت لدي مثالاً للجمال والرقيّ الخالص وكم كنت أتتوق لأن أنال شرف صداقتك ومحبتك .. ولكن من الطبيعي أن تكون للبشر دنياهم وللملائكة سماهم .. يا حبيبتي من بعيد .. إنني أدرك جيداً معنى فقدان الأب فلذّة كبده ويوم علمت أنك رحلتي عنا وغادرت دنيانا ودنيا والدك أنت وندا وماما .. أدركت مفهوم الألم ومعنى المصاب الأليم ..
وشاء القدر أن ألتقي بوالدك الأب الحنون الشفاف الذي ألهمه الله الصبر والسلوان على مصابه وفجيعنه .. لم أجد كلمة عزاء أتوجه بها إلية فكل كلمات العزاء تعجز أن توفي بمعناها إن قلتها .. ولكن كما أمرنا المولى عز وجل وقال في كتابه الكريم ﴿ والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون ﴾ فقد عدتي إلي سمائك يا ملاك .. ورجعتي إلي رب الكون وأختارك إلى جواره .. الحمد لله .. فإن الله عز وجل أحق بك منّا جميعاً ..
ولكنني يا حبيبتي أردت أن أشارك والدك الحنون ألمه ولو بجهد معنوي بسيط .. وقررت أن أنضم لجمعية أصدقاء نهر البحر وأحاول تقديم مساعدتي علّي أستطيع أن أهون حدة ألم والدك ياملاك .. لم أعجب من حماسه لأن يحفظ ذكراك بل يحفرها في أذهانا وقلوبنا أبد الدهر .. ويخلد صورتك وسيرتك العطرة العبقة برائحة الجنة .. ولم أعجب من هذا الحب الفياض ونهر المشاعر المتدفق والمنهمر وكأن النهر قد عاد إلي مرحلة الصبا .. فهو صاحب تلك التميمة الرقيقة ( نهر ). مهما كتبت فأنا عاجزة عن الرثاء يا حبيبتي ولكني لا أملك إلا أن أرضى بقضاء الله وقدره وأسلم وجهي لخالقي وأدعو الله بالرحمه لكي ولشقيقتك والدتك ولكل أموات وشهداء المسلمين أجمعين .. رحمة الله على روحك المقدسة الطاهرة .
إيمان عبد الستار
No comments:
Post a Comment